قصة زياد والاعتماد على النفس

حدوتة جدتي:قصة زياد والاعتماد على النفس

زياد والاعتياد على المساعدة

في أحد الأحياء الهادئة، كان يعيش طفل يدعى زياد. كان زياد في التاسعة من عمره، ولديه عادة غريبة قليلًا، وهي أنه لا ينجز أي شيء بمفرده. فسواءً كان يرتدي ملابسه، أو يرتب حقيبته، أو حتى يشرب الماء، كان دائمًا ينادي: “ماما، ساعديني”.

وعلى الرغم من أن والدته كانت تحب مساعدته، إلا أنها كانت قلقة عليه، إذ كانت تخشى أن يكبر دون أن يعرف كيف يعتمد على نفسه.

تطور الأحداث: سفر مفاجئ للأم

وذات صباح، وبينما كانت العائلة تستعد ليوم جديد، تلقّت والدة زياد مكالمة تخبرها بضرورة السفر إلى مدينة أخرى لرعاية جدته المريضة لبضعة أيام. في البداية، شعر زياد بالخوف، إذ لم يعتد على غياب والدته ولو ليوم واحد.

ومع ذلك، قرر والده أن الوقت قد حان لكي يتعلم زياد كيف يقوم بأشياءه بنفسه. بالطبع، لم يكن الأمر سهلًا في البداية، إذ حاول زياد التهرب، وكرر جملته المعتادة: “لكن ماما كانت بتعمل ده عني”.

بداية التغيير: خطوات بسيطة ولكن مهمة

في اليوم الأول، احتاج زياد لأن يحضر حقيبته المدرسية بنفسه. وبينما كان يتردد، تذكر أن والدته كانت دائمًا تقول له: “أنت ذكي وتقدر تعملها لوحدك”. وهكذا، أخذ نفسًا عميقًا، وبدأ يرتب كتبه وكراسته واحدة تلو الأخرى.

ثم، في اليوم الثاني، قرر أن يجرب تحضير الإفطار البسيط بنفسه. صحيح أنه بعثر المطبخ قليلًا، ولكنه نجح في تحضير سندويتش من الجبن والخيار، وشعر حينها بفخر كبير.

العقبات والتغلب عليها

رغم أن زياد بدأ يشعر بالإنجاز، إلا أن الأمر لم يخل من بعض الصعوبات. فمثلاً، في أحد الأيام، نسي أن يضبط منبّهه، واستيقظ متأخرًا عن المدرسة. ورغم هذا، لم يستسلم، بل ارتدى ملابسه بسرعة واعتذر لمعلمته بصدق.

بالإضافة إلى ذلك، تعلّم كيف يحضر زيه الرياضي، وكيف يرتب غرفته دون أن يطلب المساعدة من أحد. ومع مرور كل يوم، كان يشعر بأنه يكبر، ليس فقط في العمر، بل في القدرة على مواجهة الحياة.

عندما عادت والدته من السفر بعد خمسة أيام، تفاجأت كثيرًا. وجدت منزلًا مرتبًا، وحقيبة مدرسية منظمة، وابنًا مختلفًا تمامًا. لم يكن زياد نفسه الذي كان لا يستطيع أن يربط حذاءه دون مساعدتها.

قال لها وهو يبتسم بثقة:
“ماما، عملت كل حاجة بنفسي، وكنت مستنيك علشان أحكيلك!”

ضحكت أمه واحتضنته، وقالت له:
“أنا فخورة بيك يا زياد… عرفت دلوقتي إنك تقدر تعتمد على نفسك!”

الدروس المستفادة من قصة زياد

في نهاية القصة، يتعلم الأطفال أن الاعتماد على النفس ليس فقط أمرًا ضروريًا، بل يشعرهم بالفخر والقوة. وبالرغم من أن البداية قد تكون صعبة أحيانًا، إلا أن الاستمرار في المحاولة يصنع الفرق.