كان زياد ينتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر، كما هو حال معظم الأطفال.فبالنسبة له، تعني الإجازة الحرية من المذاكرة والاستيقاظ المبكر، والكثير من الوقت للعب ومشاهدة مقاطع الفيديو المفضلة لديه.
بداية الفوضى
مع بداية العطلة، بدأ زياد يقضي ساعاتٍ طويلة أمام الهاتف والكمبيوتر، مستمتعًا بمقاطع الألعاب ومحادثات الأصدقاء.
امتدت ساعات السهر شيئًا فشيئًا، حتى أصبح ينام مع بزوغ الفجر، ولا يستيقظ إلا بعد الظهر.
مرّت الأيام سريعًا، وأصبح نمط يومه ثابتًا: نوم طويل، طعام سريع، وساعات أمام الشاشة.
كانت والدته تلاحظ ذلك وتحاول تنبيهه بلطف:
“يا زياد، حاول أن تنظم وقتك قليلًا، فالإجازة لا تعني أن نُهمل كل شيء.”
إلا أن زياد كان يرد بثقة:
“ماما، هذه إجازتي، من حقي أن أرتاح.”
لحظة الإدراك
في أحد الأيام، اقترحت عليه والدته التسجيل في ورشة رسم تقام في أحد المراكز القريبة من المنزل.
كانت الورشة صباحية، وتستمر لمدة أسبوعين، بواقع ساعتين يوميًا.
زياد كان يحب الرسم كثيرًا، لكن رده جاء مترددًا:
“ولكني لا أستيقظ مبكرًا يا أمي، اعتدت النوم حتى وقت متأخر.”
أجابت الأم بابتسامة:
“لهذا السبب تحديدًا تفوّت أشياء جميلة، لأن يومك يبدأ في وقت متأخر جدًا.”
بدأ زياد يفكر في كلمات والدته.
هل فعلاً أصبح صيفه مملًا؟
هل ضاعت عليه فرص لمجرد أنه يفضل السهر؟
كانت هذه الأسئلة بداية لتغيير داخلي.
بداية التغيير
في تلك الليلة، حاول زياد النوم في وقت مبكر.
رغم صعوبة الأمر، تمكّن من النوم في الحادية عشرة مساءً، واستيقظ في اليوم التالي عند التاسعة صباحًا.
ذهب مع والدته إلى ورشة الرسم، وهناك التقى بأطفال جدد، واستمتع كثيرًا بتجربة الرسم الجماعي.
في طريق العودة، قال لأمه:
“لم أكن أتوقع أنني سأقضي وقتًا ممتعًا في الصباح! أشعر أن اليوم كان أطول وأجمل.”
الدرس المستفاد
منذ ذلك اليوم، بدأ زياد يُنظّم يومه بشكل أفضل.
يخلد إلى النوم مبكرًا، يخصص وقتًا للعب، وآخر للرسم، ويمارس أنشطة بسيطة مع أسرته.
شعر بأنه أصبح يستفيد من يومه بشكل حقيقي.
الرسالة التربوية
تعلم زياد من هذه التجربة أن تنظيم الوقت هو مفتاح الاستمتاع بالإجازة.
فالعطلة ليست فقط للراحة، بل فرصة لتطوير الذات واكتشاف المواهب وتجربة أمور جديدة.
وأن السهر المفرط قد يحرم الطفل من أنشطة ممتعة وفرص لا تعوض.