قصة عن تأثير الصديق الصالح

حدوتة جدتي:قصة عن تأثير الصديق الصالح

بداية القصة: “سيف” والتقصير في الدراسة

في أحد الأحياء الهادئة، كان يعيش طفل يُدعى سيف، يبلغ من العمر عشر سنوات. كان طفلًا ذكيًا، لكنه لم يكن يهتم كثيرًا بدروسه أو أداء واجباته المدرسية. في كثير من الأحيان، كان يعود من المدرسة ويرمي حقيبته جانبًا ليقضي باقي اليوم في اللعب ومشاهدة الرسوم المتحركة.

ورغم محاولات والدته المتكررة لتشجيعه على الدراسة، إلا أن سيف كان يماطل دائمًا، ويؤجل واجباته إلى اللحظات الأخيرة. ومع مرور الوقت، بدأت علاماته تتراجع، وبدأت معلمته تلاحظ إهماله، مما جعله يشعر بالحرج.

قصة عن تأثير الصديق الصالح

صداقة جديدة تغير المسار

في بداية الفصل الدراسي الثاني، جلس سيف في المقعد المجاور لطالب جديد يُدعى مروان. كان مروان هادئًا، ومنظمًا، ومحبًا للعلم. لاحظ سيف أن مروان يفتح دفتر الواجب بمجرد وصوله للمنزل، ويراجع دروسه يوميًا دون تأخير.

في البداية، لم يُعر سيف اهتمامًا كبيرًا لذلك، لكنه مع مرور الأيام بدأ يشعر بالدهشة من اجتهاد مروان، خاصة عندما حصل على أعلى درجة في اختبار الرياضيات، بينما كانت نتيجة سيف مخيبة للآمال.

ومن هنا، بدأت العلاقة بين سيف ومروان تنمو. أصبحا صديقين، يتناولان الطعام معًا في المدرسة، ويتشاركان الحديث أثناء الاستراحة، وأحيانًا يذهبان إلى البيت معًا.

نقطة التحول: التأثر بالسلوك الإيجابي

في أحد الأيام، سأل سيف صديقه مروان:
– “كيف تجد وقتًا لكل هذه الواجبات والمذاكرة؟ ألا تشعر بالملل؟”
ابتسم مروان وقال له بلطف:
– “أنا أحب أن أنهي واجباتي أولًا، وبعدها أكون حرًا للعب والراحة. كما أنني أشعر بالسعادة عندما أرى نتيجتي تتحسن.”

حينها، شعر سيف أن عليه أن يجرب هذا الأسلوب. وهكذا، قرر أن يبدأ بتغيير عاداته. في البداية، لم يكن الأمر سهلًا، لكنه بفضل دعم مروان وتشجيعه، بدأ يؤدي واجباته يوميًا، ويراجع دروسه معه قبل كل اختبار.

التغيير لا يأتي دفعة واحدة

تدريجيًا، بدأت تصرفات سيف تتغير. أصبح يُحضّر حقيبته مساءً، ويطلب من والدته مساعدته في حل المسائل الصعبة، بل وأصبح أكثر هدوءًا وانتظامًا.

ومع نهاية الفصل الدراسي، كانت المفاجأة! فقد حصل سيف على درجات مرتفعة، وأثنت عليه المعلمة أمام زملائه، وقالت:
– “أحسنت يا سيف! لقد لاحظتُ تحسنًا كبيرًا في أدائك.”

شعر سيف بالفخر، ونظر إلى مروان وابتسم، فهو يعلم أن له فضلًا كبيرًا فيما وصل إليه.

الدرس المستفاد: الصديق يؤثر أكثر مما نتخيل

لقد تعلم سيف درسًا عظيمًا: الصحبة الصالحة تصنع الفارق. فاختيار الأصدقاء ليس مجرد مسألة ترفيه أو مشاركة وقت، بل هو أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على شخصية الطفل وسلوكياته.

ولو لم يتعرف على مروان، ربما كان سيستمر في الإهمال حتى تتفاقم الأمور. ولكن بفضل هذه الصداقة الجديدة، أصبح أكثر وعيًا وحرصًا على مستقبله.

وهكذا، نرى أن الصديق الجيد مثل مرآة صافية، يرى فينا الأفضل، ويساعدنا على الوصول إليه. ومن هنا، فإننا ننصح كل طفل باختيار أصدقائه بعناية، والبحث عن من يعينه على التفوق والنجاح، تمامًا كما فعل “سيف” حين أصبح صديقًا لـ”مروان”، صديق الواجب.