قصة عيد الاضحى : العيد الكبير 

قصة عيد الاضحى : العيد الكبير

قصة عيد الاضحى : العيد الكبير 
قصة عيد الاضحى : العيد الكبير

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصة يوم العيد الكبير

قصة عيد الاضحى : العيد الكبير 
قصة عيد الاضحى : العيد الكبير

البداية في صباح العيد

في صباح يوم مشرق من أيام عيد الأضحى، استيقظت عائلة “الأحمدي” على صوت التكبيرات من المساجد المجاورة. كانت مصر قد استعدت لاستقبال العيد الكبير، وكان كل شيء في المنزل يعبر عن فرحة وسعادة غير عادية.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

سامي، طفل في العاشرة من عمره، كان يستيقظ كل يوم في هذا الوقت ولكن اليوم كان مختلفًا. كانت أمه قد أعدّت له ملابس جديدة مزخرفة، وهو شعر بالسعادة لأنه سيذهب مع والده إلى المسجد لصلاة العيد. كانت تلك اللحظات خاصة جدًا في قلبه، كما كانت كل تفاصيل اليوم، ابتداءً من طقوس التحضير وحتى الصلاة، مليئة بالروحانية والفرحة.

طقوس عيد الأضحى في مصر

أول ما خرج سامي مع والده، كان الجو ممتلئًا بروائح الأضاحي التي كانت تُذبح في الشوارع. والده قال له: “يا سامي، العيد هذا العام مميز جدًا. اليوم نحتفل بالذكرى العظيمة لتضحية النبي إبراهيم، وكيف أن الله اختبره بأعظم اختبار.”

سامي كان متحمسًا لفهم القصة أكثر، فسأله: “أبي، ما الذي حدث مع إسماعيل؟ لماذا ضحى إبراهيم بابنه؟”

ابتسم والده وقال: “قبل أن نذهب للصلاة، دعني أخبرك بالقصة.”

قصة إسماعيل والتضحية

بدأ الأب يحكي لسامي: “في قديم الزمان، كان هناك نبي اسمه إبراهيم. كان يحب الله حبًا شديدًا وكان مستعدًا لفعل أي شيء يرضي الله. في يوم من الأيام، أمره الله أن يضحي بأغلى شيء لديه. كان إبراهيم يحبه كثيرًا، لكن الله طلب منه أن يضحي بابنه إسماعيل.”

سامي كان يستمع باهتمام شديد، فقد كان يراوده العديد من الأسئلة. فقال: “ولكن كيف يمكن أن يضحي بأبنه؟”

قال الأب: “إبراهيم لم يتردد، فقد كان يؤمن أن الله هو الأعلم وهو الأرحم. وعندما أخبر إسماعيل بما طلبه الله، قال له إسماعيل: ‘افعل ما أمرت به، وسوف تجدني من الصابرين.'”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

“وعندما وضع إبراهيم ابنه على الأرض ليذبحه، استجاب الله لدعائه وأرسل له كبشًا من الجنة ليضحي به بدلاً من إسماعيل. من هنا، أصبح عيد الأضحى هو عيد التضحية، حيث يذبح المسلمون الأضاحي تكريمًا لإبراهيم وإسماعيل.”

الوصول إلى مسجد الحسين

وبينما كان سامي يستمع إلى القصة، وصلوا إلى مسجد الحسين في مصر القديمة. كان المسجد يزدحم بالمصلين، وكل من كان هناك كان يرتدي أفضل ملابسه، مليئًا بالبهجة والتفاؤل.

عندما وصلوا إلى المسجد، شعر سامي بنوع من الروحانية التي تملأ المكان. الجميع كان يرفع يديه في صلاة العيد، وكانت التكبيرات تملأ أجواء المسجد. كانت قلوب الجميع مليئة بالسعادة، وكان سامي يشعر وكأن قلبه يرفرف مع الصلاة.

صلاة العيد وأجواء الحسين

سامي مع والده جلسا مع الكثير من العائلات في المسجد. عند بدء صلاة العيد، ردد الجميع مع الإمام تكبيرات العيد. وعندما انتهت الصلاة، اجتمع الناس في ساحة المسجد، يتبادلون التهاني، ويهنئون بعضهم البعض بالعيد.

ثم توجه الجميع إلى بيوتهم للاحتفال مع العائلة. كانت تلك اللحظات مليئة بالفرح. العيد في مصر له طقوس جميلة، مثل توزيع اللحوم على الفقراء، وتجميع العائلة في وجبة غداء كبيرة. والدي سامي كان قد أحضر معهما خروفًا ليتم ذبحه وتوزيعه على المحتاجين.

الاحتفال في المنزل

عادت عائلة سامي إلى منزلهم حيث بدأت طقوس العيد الحقيقية. كانت والدته تُحضّر الطعام، وتزين الطاولة بأطباق محشوة باللحم والرز. كانت العائلة تجتمع حول المائدة، يتبادلون الأحاديث والضحك. كان سامي سعيدًا جدًا، لكن في قلبه كان يتذكر ما قاله والده عن التضحية، وعن كيف أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة للتقرب إلى الله بالعمل الصالح.

التضحية والعطاء

“أبي، لماذا نذبح الأضاحي؟” سأل سامي.

قال الأب: “نذبح الأضاحي في العيد لأننا نتذكر تضحية إبراهيم. ولكننا لا نذبح لمجرد الذبح، بل نعطي جزءًا منها للفقراء والمحتاجين. هذا هو المعنى الحقيقي للعطاء في عيد الأضحى.”

بدأ سامي يدرك أن العيد ليس فقط عن الطعام والملابس الجديدة، بل هو عن الصدقة والعطاء ومساعدة الآخرين.

ختام اليوم

في نهاية اليوم، جلس سامي مع أسرته، يتحدث عن قصة إسماعيل وإبراهيم، وأهمية العطاء في هذا اليوم. فهم سامي أن العيد هو فرصة لتجديد الإيمان والعمل الصالح، وفرصة لإظهار الحب لله وللناس.

كان هذا اليوم بالنسبة لسامي أكثر من مجرد احتفال، بل كان دروسًا في التضحية، والإيمان، والعطاء. وعندما نظر إلى السماء، شعر أن العيد لم يكن مجرد يوم، بل كان مناسبة عظيمة لتقوية الروح.