قصص دينية : قصة فضل صيام يوم عاشوراء

المشهد الأول: بعد صلاة المغرب
في مساء يومٍ هادئ، وبعد أن أنهت الأم صلاة المغرب، جلست على سجادة الصلاة تذكر الله بهدوء.
دخل الطفلان “ياسين” و”رُقيّة” إلى الغرفة وهما يتسابقان في الحديث.
قال ياسين وهو يلهث:
ـ “ماما! صاحبِي سألني في المدرسة عن يوم عاشوراء… وماعرفتش أرد! هو يوم إيه؟”
نظرت الأم إلى طفلَيها بحب وحنان، ثم قالت:
ـ “تعالوا يا حبايبي، اقعدوا جنبي، هاحكي لكم حكاية جميلة عن يوم عظيم جدًا… يوم عاشوراء.”
المشهد الثاني: بداية الحكاية
بدأت الأم حديثها بصوتٍ دافئ:
ـ “يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم، وهو من أعظم الأيام عند ربنا.”
ثم أضافت:
ـ “وعلشان كده، النبي محمد ﷺ كان بيحب يصومه جدًا… وده لأنه يوم نجا الله فيه سيدنا موسى وقومه من فرعون، وغرق فيه فرعون وجنوده.”
اندهشت رقيّة وسألت ببراءة:
ـ “يعني ربنا أنقذ سيدنا موسى يوم عاشوراء؟”
ابتسمت الأم وقالت:
ـ “بالضبط يا رقيّة. ولما النبي ﷺ عرف كده، قال: أنا أحقّ بموسى منهم، وبدأ يصوم اليوم ده شكرًا لله.”
المشهد الثالث: قيمة الصيام
قال ياسين بحماس:
ـ “يعني لو صمناه، بناخد أجر كبير؟”
هزّت الأم رأسها وقالت:
ـ “أيوه يا ياسين… النبي ﷺ قال إن صيام يوم عاشوراء يكفّر السنة اللي فاتت كلها. يعني ربنا بيغفر لنا ذنوب سنة كاملة بسبب يوم واحد!”
ثم أضافت:
ـ “بس كمان، من الأفضل نصوم معاه يوم قبله أو بعده، علشان نكون مختلفين عن اليهود اللي بيصوموا اليوم ده فقط.”
سألت رقيّة بدهشة:
ـ “ليه يا ماما؟”
ردّت الأم بهدوء:
ـ “النبي ﷺ كان بيحب نكون مميزين كمسلمين، فعشان كده قال: صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده.“
المشهد الرابع: القرار الجميل
بعد لحظة تفكير، قال ياسين:
ـ “أنا عايز أصومه يا ماما! حتى لو هاجوع شوية، بس ربنا هيكافئني.”
وقالت رقيّة وهي تضحك:
ـ “وأنا كمان! بس بشرط… تعمليلي شوربة وعدس علشان أفطر بيهم!”
ضحكت الأم، واحتضنتهما وقالت:
ـ “وعد! بس كمان نجهز نوايانا من دلوقتي، ونبدأ نعدّ أنفسنا ونستعد علشان اليوم ده يكون مميز في طاعة الله.”
المشهد الخامس: ليلة عاشوراء
وفي الليلة التي سبقت يوم عاشوراء، نام الطفلان بقلوبٍ مطمئنة، وقد قررا أن يكون اليوم التالي بداية جديدة مع الله.
وبينما كانت الأم تُطفئ الأنوار، همست لنفسها:
ـ “اللهم اجعل أولادي من عبادك الصالحين… ووفقهم لطاعتك دائمًا.”
النهاية:
وهكذا، عرف ياسين ورُقيّة فضل يوم عاشوراء، ولم يكن مجرد يوم في التقويم، بل صار مناسبة للتقرب من الله، ومشاركة الحُب والدين داخل الأسرة.
وفي صباح يوم عاشوراء، استيقظ ياسين ورقيّة مبكرًا، وهم يرددون دعاء الصائمين، وشعرا بسعادة كبيرة… لأنهما يعرفان أن هذا اليوم له مكانة عظيمة عند الله، وقلبيهما ممتلئان حبًا وطاعة.