قصة فهد والشجاعة في مواجهة التنمر

حدوتة جدتي:قصة فهد والشجاعة في مواجهة التنمر

في يومٍ من الأيام، كان هناك طفل يدعى فهد، يعيش في حي هادئ وذو أجواء صيفية دافئة. كان فهد طالبًا في الصف الرابع الابتدائي، محبًا للرياضة والمغامرات، لكنه كان يشعر بالخوف أحيانًا من مواجهة المشاكل الكبيرة. كان يعتقد أن الحياة تكون أسهل عندما يتجنب المواجهات الصعبة.

في أحد الأيام، لاحظ فهد أن صديقه “مروان”، الذي كان دائمًا يبدي طيبته وحسن نيته، يتعرض للسخرية من مجموعة من الأطفال في المدرسة. كان هؤلاء الأطفال يستهزئون بمروان بسبب ملبسه البسيط وطرق كلامه التي تختلف عن باقي الأطفال في الصف. مع مرور الأيام، بدأت تلك السخرية تتحول إلى تنمر صريح، مما جعل مروان يشعر بالحزن والضعف.

كان فهد يشاهد ذلك كل يوم، ولكنه لم يجرؤ على التدخل. كان يشعر بالخوف من أن يصبح هدفًا أيضًا لتلك المجموعة من الأطفال. ومع ذلك، بدأ يشعر بشيء غريب في قلبه، شيء يشير إلى أن هناك ما يجب أن يفعله. بدأ فهد يلاحظ الحزن العميق في عيون مروان، وبدأت فكرة الشجاعة تتسلل إلى قلبه.

في يومٍ من الأيام، وبينما كان فهد جالسًا في الفصل، شعر بشيء لا يستطيع تجاهله. كان مروان يتعرض لمزيد من السخرية، وأصبح الأمر أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. شعر فهد بأن الوقت قد حان ليأخذ موقفًا. قد يكون ذلك الموقف صعبًا، لكنه قرر أن يقف بجانب صديقه. قرر أن يكون الشجاع الذي سيواجه الظلم.

قال فهد لنفسه: “إذا لم أساعده الآن، من سيساعده؟ إذا كانت الشجاعة تبدأ بخطوة صغيرة، فأنا سأكون تلك الخطوة.”

الوقوف ضد الظلم:

بعد عدة أيام من التفكير، قرر فهد أن يتحدث إلى المعلم، ليشكو له ما يحدث من تنمر على مروان. ولكن فهد أراد أن يقوم بشيء أكثر من مجرد إخبار المعلم. في اليوم التالي، بينما كان الأطفال يسخرون من مروان في فناء المدرسة، تقدم فهد بخطوات ثابتة وقال بصوت عالٍ: “لا، هذا ليس صحيحًا، مروان ليس وحيدًا هنا. أنا معه.”

نظر الأطفال إلى فهد بدهشة، وكان هناك صمت في المكان. كان بعضهم مرتبكًا، والبعض الآخر شعر بالخجل. أما مروان، فقد شعر بشيء غريب. كان يعتقد أن فهد لن يتدخل، لكنه شعر الآن بالأمل.

بعد تدخل فهد، بدأ الأطفال يلاحظون أن التنمر لا يؤدي إلا إلى الحزن والعزلة. بدأ بعضهم يعتذر لمروان، بينما توقفت المجموعة التي كانت تمارس التنمر عن تصرفاتها. لم يكن فهد يتوقع أن يكون لهذا التدخل هذا التأثير الكبير. مع مرور الوقت، بدأ الفناء المدرسي يتحول إلى مكان أكثر ودًا، حيث بدأ الجميع يعامل بعضهم البعض بمزيد من الاحترام.

في النهاية، أصبح فهد أكثر ثقة في نفسه، وأصبح يعرف أن الشجاعة ليست دائمًا في المواجهة الجسدية، بل في الوقوف مع الحق والدفاع عن الآخرين عندما يتعرضون للظلم. لم يكتفِ فهد بمساعدة مروان فقط، بل أصبح يعزز من قيمة الشجاعة في مواجهة الظلم لدى زملائه.

تعلم فهد أن الشجاعة ليست مجرد صفة تُكتسب، بل هي قرار داخلي يعتمد على اللحظة التي تختار فيها أن تكون حقيقيًا وتواجه التحديات، حتى وإن كان ذلك قد يتطلب بعض الشجاعة.

الدرس المستفاد:

القصة تعلم الأطفال أن الشجاعة لا تعني البعد عن الخوف، بل هي القدرة على التغلب على هذا الخوف من أجل ما هو صواب. كما أن الوقوف ضد الظلم ليس فقط مسألة شجاعة، بل هو ضرورة إنسانية يجب أن يتحلى بها الجميع من أجل بناء عالم أكثر عدلاً.