قصة لعبة بلا فائز

حدوتة جدتي:قصة لعبة بلا فائز

في أحد أحياء المدينة الصغيرة، اجتمع مجموعة من الأطفال في ساحة اللعب، متحمسين لخوض مباراة كرة قدم مليئة بالحماس والتحدي. كانوا فريقين متنافسين، يرتدون ملابس رياضية مختلفة الألوان، ومستعدين للعب بكل طاقتهم.

بدأت المباراة بحماس شديد، وكل لاعب كان يحاول تقديم أفضل ما لديه. مرر أحمد الكرة إلى صديقه عمر، الذي ركض بسرعة وتجاوز المدافعين بمهارة، لكنه سدد الكرة فوق المرمى. في المقابل، قاد فريق الخصم هجمة سريعة، وسجل خالد هدفًا رائعًا وسط فرحة فريقه وحزن الفريق الآخر.

بداية الخلاف بين اللاعبين

مع مرور الوقت، بدأت المنافسة تشتد، وأصبح كل فريق أكثر إصرارًا على الفوز. لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا، حيث بدأ بعض اللاعبين في الاعتراض على قرارات زملائهم. صرخ ياسر في وجه صديقه حسين:
– “لماذا لم تمرر لي الكرة؟ كنت في موقع أفضل للتسجيل!”

في المقابل، غضب حسين ورد عليه:
– “أنا من قرر التسديد، وليس عليك أن تخبرني كيف ألعب!”

ازدادت حدة التوتر بين الفريقين، حتى تدخل علي قائلاً:
– “يا جماعة، نحن هنا لنلعب ونستمتع، لماذا هذا الغضب؟”

لكن للأسف، لم يستمع له أحد، وبدأ اللاعبون يتبادلون الكلمات الحادة، حتى قرر الجميع التوقف عن اللعب، وغادر بعضهم غاضبًا.

الندم وإعادة التفكير

جلس أحمد وحيدًا على أحد المقاعد في الملعب، وهو يشعر بالحزن لأن المباراة لم تكتمل بسبب الخلاف. بدأ يفكر في سبب انزعاج الجميع، وسأل نفسه: “هل كان الفوز أهم من الاستمتاع بالمباراة؟”

اقترب منه خالد وقال:
– “أعتقد أننا نسينا السبب الحقيقي للعب… لقد بدأنا المباراة لنستمتع، لكننا جعلنا الفوز كل شيء.”

وافقه أحمد قائلاً:
– “نعم، لقد كنا أصدقاء قبل المباراة، فلماذا أصبحنا أعداء بسبب كرة القدم؟”

بعد تفكير عميق، قرر الأطفال الاجتماع مرة أخرى ومناقشة الأمر. تحدث عمر قائلاً:
– “ما رأيكم أن نلعب من جديد، لكن هذه المرة نستمتع أكثر ونركز على اللعب الجماعي؟”

ابتسم الجميع ووافقوا على الفكرة. عادوا إلى الملعب، وبدأوا المباراة بروح رياضية جديدة. هذه المرة، لم يكن هناك اعتراضات غاضبة، بل تشجيع لبعضهم البعض، ومشاركة عادلة للكرة.

في النهاية، انتهت المباراة بتعادل الفريقين، لكن الجميع كانوا سعداء، لأنهم استمتعوا باللعب وتعلموا درسًا مهمًا.

بعد انتهاء المباراة، جلس الأطفال معًا وبدأوا يضحكون ويتذكرون اللحظات الممتعة. أدركوا أن الفوز والخسارة ليسا الأهم، بل المتعة والتعاون هما ما يجعل اللعبة مميزة.

نظر أحمد إلى الجميع وقال:
– “اليوم تعلمنا درسًا رائعًا… كرة القدم ليست مجرد لعبة للفوز، بل هي فرصة للاستمتاع والمرح مع الأصدقاء!”

هتف الجميع بحماس:
– “نعم! الروح الرياضية أهم من النتيجة!”

وهكذا انتهى اليوم بابتسامات عريضة وروح صداقة أقوى من أي وقت مضى، لأنهم أدركوا أن اللعب النظيف والمشاركة أهم من الفوز بأي مباراة.