قصة للاطفال : العجلة الذهبية وسباق القلوب

قصة للاطفال : العجلة الذهبية وسباق القلوب

قصة للاطفال : العجلة الذهبية وسباق القلوب
قصة للاطفال : العجلة الذهبية وسباق القلوب

 

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية


حلم بدأ بالعجل

في قرية هادئة تحيط بها التلال الخضراء، عاش طفل يُدعى سامي. أحب سامي العجل منذ أن رأى أول سباق دراجات في التلفاز. جلس حينها أمام الشاشة، وعيناه تتلألأان بالحلم. قال لوالده يومها:
“سأشارك في السباق يومًا ما، وسأفوز!”

لم يضحك والده. بل ابتسم ووضع يده على كتف سامي وقال:
“الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوات صغيرة. تدرب، وثق بنفسك.”

ومنذ تلك اللحظة، بدأ سامي رحلته.


التدريب الصعب والطريق الطويل

استيقظ سامي كل صباح قبل طلوع الشمس. تناول إفطاره بسرعة، ثم أخذ عجلته القديمة وبدأ يتدرب. في البداية، سقط مرات كثيرة. لكن بدلاً من البكاء، نهض ومسح الغبار عن ركبته، ثم تابع.

كل يوم، قطع مسافات أطول. وكل أسبوع، أصبح أسرع من الأسبوع السابق. استخدم التلال كتمرين، وتحدى الرياح، وواجه الأمطار دون أن يشتكي.

قالت له والدته ذات مساء:
“أراك تتعب كثيرًا، هل ما زلت ترغب في السباق؟”
رد بثقة: “أكثر من أي وقت مضى.”


يوم السباق المنتظر

مرت الشهور، وأخيرًا جاء يوم السباق الكبير. تجمع الأطفال من كل القرى المجاورة. رفع سامي رأسه عالياً وهو يقف بين المتسابقين. قلبه ينبض بسرعة، لكن عينيه كانتا مليئتين بالعزيمة.

انطلق المتسابقون عند صافرة البداية، وتقدم سامي بثقة. استخدم كل ما تعلمه في تدريبه. تنفس بانتظام، ركّز نظره على الطريق، وحرّك قدميه بإيقاع ثابت.

مرت الدقائق، وتجاوز كثيرًا من المتسابقين. أصبح في المقدمة، والعجلة الذهبية – جائزة السباق – تنتظره في خط النهاية. الجماهير تهتف، وصوت والده يتردد في أذنه: “أنت تستطيع، يا بطل!”


السقوط المفاجئ

وبينما كان سامي على بُعد أمتار قليلة من خط النهاية، سمع صوت صرخة قوية خلفه. التفت بسرعة، فرأى أحد المتسابقين – اسمه مازن – يسقط بعنف بعد أن اختل توازنه. اصطدم رأسه بالحافة الإسفلتية، وتدحرجت عجلته بعيدًا.

توقف الجميع عن الهتاف. تجمد بعض المتسابقين. لكن سامي لم يتردد. ضغط على مكابح عجلته، واستدار عائدًا.

اقترب من مازن بسرعة، ركع بجانبه، وتحسس نبضه. لحسن الحظ، مازن كان يتنفس، لكن عينيه نصف مغلقتين، وكان في حاجة للمساعدة.

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

صرخ سامي بصوت عالٍ:
“نحتاج مسعفًا! الآن!”

وبينما ركض المنظمون نحوه، جلس سامي إلى جانب مازن، وأمسك بيده ليطمئنه.


النتيجة غير المتوقعة

عاد السباق ليتحرك، ووصل الجميع إلى خط النهاية، إلا سامي. خسر المركز الأول، وخسر العجلة الذهبية. لكن عندما أعلنوا عن الفائز، تقدّم المدير نحو سامي، وأمسك الميكروفون قائلاً:
“قد لا يكون سامي أول من وصل، لكنه بالتأكيد أول في قلوبنا.”

صعد سامي إلى المنصة وسط تصفيق الجميع، ومن بينهم والده ووالدته. منحه المنظمون ميدالية خاصة تحمل شعار “بطل الإنسانية”، ثم سأله أحد الصحفيين:
“ألم تحزن لأنك خسرت السباق؟”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

أجاب سامي دون تردد:
“قد أفوز بسباق آخر، لكن حياة إنسان واحد أهم من ألف فوز.”


الختام: قلوب تسبق العجلات

في ذلك اليوم، تعلّم الجميع درسًا لن ينسوه. لم يكن الفوز الحقيقي في قطع خط النهاية أولًا، بل في معرفة متى نتوقف من أجل الآخرين.

واصل سامي تدريبه، وشارك في سباقات أخرى، لكن اسمه بقي مرتبطًا بقصة يوم أن فاز بقلب الجميع، حتى وهو يخسر العجلة الذهبية.

وكان الأطفال يرددون اسمه كلما ركبوا عجلتهم:
“نريد أن نكون مثل سامي… الذي عرف كيف ينتصر، حتى عندما توقف.”