قصة ماذا لو كنتُ مكانها؟

قصة وحكايات لأطفال  :  قصة ماذا لو كنتُ مكانها؟

المشهد الأول: الطالبة الجديدة

في صباح مشمس، دخلت ملك إلى صفّها وهي تضحك مع صديقاتها. فجأة، لاحظت فتاة جديدة تجلس وحدها في المقعد الأخير. كانت الفتاة تبدو مترددة ولم تتحدث كثيرًا. عندما جاء دورها لتعريف نفسها، تحدثت بصوت منخفض وتلعثمت قليلًا، مما جعل بعض الطلاب يهمسون لبعضهم.

ثم، نظرت ملك إلى صديقتها وضحكت بصوت منخفض:

  • “انظري، لا تستطيع حتى أن تنطق جملة كاملة!”

ضحك بعض الأطفال معها، بينما انخفض وجه الفتاة الجديدة خجلًا.

المشهد الثاني: التغيير المفاجئ

مرت الأيام، وذات صباح، أخبرت والدة ملك ابنتها أنها ستنتقل إلى مدرسة جديدة بسبب عمل والدها. شعرت ملك بالحماس، ولكن سرعان ما بدأ القلق يتسلل إلى قلبها.

في اليوم الأول بالمدرسة الجديدة، دخلت ملك الفصل وهي تشعر بالغربة. حاولت التحدث مع زميلاتها الجدد، لكن لهجتها كانت مختلفة قليلًا، مما جعل بعضهم يحدّقون بها. وعندما تعثّرت في نطق بعض الكلمات، سمعت ضحكات خافتة من بعض الطلاب!

لحظتها، شعرت بحرارة الخجل تسري في جسدها. فجأة، أدركت أن هذا تمامًا ما حدث مع الفتاة الجديدة في مدرستها السابقة.

المشهد الثالث: شعور جديد

في طريق العودة إلى المنزل، ظلت ملك صامتة تفكر فيما حدث. لأول مرة، شعرت بالألم الذي قد تسببه الكلمات الجارحة.

بعد مرور عدة أيام، حاولت ملك الاندماج أكثر في مدرستها الجديدة، لكن الأمر لم يكن سهلًا. بينما كانت تفكر في كيفية التأقلم، أدركت أن الشعور بالوحدة ليس ممتعًا أبدًا. وبالمقابل، كانت تدرك أنها كانت محظوظة بوجود صديقاتها في مدرستها السابقة.

في أحد الأيام، لاحظت فتاة جديدة في صفها تبدو خجولة، تمامًا كما كانت هي في البداية. حينئذ، قررت ملك أن تفعل شيئًا مختلفًا هذه المرة.

المشهد الرابع: خطوة نحو التغيير

اقتربت ملك من الفتاة الجديدة وابتسمت قائلة:

  • “مرحبًا! اسمي ملك، هل تودين الجلوس معي اليوم في الغداء؟”

نظرت الفتاة إليها بدهشة، ثم ابتسمت قائلة:

  • “حقًا؟ سأكون سعيدة بذلك!”

في تلك اللحظة، شعرت ملك بسعادة داخلية لم تختبرها من قبل. بعد ذلك، أدركت أن اللطف يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين.

المشهد الخامس: الدرس المستفاد

في أحد الأيام، عادت ملك إلى مدرستها القديمة في زيارة. أول شيء فعلته هو البحث عن الفتاة الجديدة التي كانت تسخر منها سابقًا. اقتربت منها بابتسامة صادقة وقالت:

  • “أنا آسفة… هل يمكننا أن نكون أصدقاء؟”

ابتسمت الفتاة، وبدا وكأن ثقلًا كبيرًا زال من على قلبها.

المشهد السادس: ماذا لو كنتُ مكانه؟

منذ ذلك اليوم، أصبحت ملك أكثر تعاطفًا مع الآخرين. وفي الواقع، تعلمت أن الكلمات قد تكون مؤذية أو مشجعة، حسب كيفية استخدامها. كما أنها، لم تعد تضحك على أي شخص يواجه صعوبة، بل أصبحت تساعده وتشجعه.

وأخيرًا، كلما رأت شخصًا جديدًا أو مختلفًا، كانت تسأل نفسها: “ماذا لو كنتُ مكانه؟”

العبرة من القصة:

كل شخص يمر بظروف مختلفة، وأحيانًا يكون بحاجة إلى الدعم بدلًا من السخرية. لذلك، من المهم أن نكون لطيفين مع الآخرين، لأننا قد نكون يومًا ما في نفس الموقف

قصة وحكايات لأطفال  :  قصة ماذا لو كنتُ مكانها؟