قصص وحكايات للأطفال: قصة مالك والكنز الخفي
في أحد الأحياء الهادئة، كان هناك طفل يدعى مالك. كان مالك في العاشرة من عمره، معروفًا بين أصدقائه بحبه للألعاب الإلكترونية والمرح.
لكنه لم يكن من الطلاب المتفوقين في المدرسة. بل، كان ينتظر دائمًا أن تفسر المعلمة كل صغيرة وكبيرة، دون أن يحاول البحث أو التفكير بنفسه.
ولكن، ذات يوم، تغير كل شيء!
الفصل الأول: السؤال الذي غيّر مجرى الأمور
في إحدى الحصص الدراسية، طرحت المعلمة سؤالاً عن “دورة حياة النحلة”. لم يُجب أحد من الطلاب، ومالك بالطبع لم يكن يعرف الإجابة. وعندما عادت إلى شرح الدرس، قالت بابتسامة:
“هل تعلمون؟ المعلومة مثل الكنز، من يبحث عنها بنفسه يشعر بلذّة الاكتشاف.”
تلك الجملة ظلت تدور في عقل مالك لساعات طويلة.
الفصل الثاني: رحلة البحث تبدأ
في ذلك المساء، وبينما جلس مالك في غرفته، خطر بباله أن يكتب “دورة حياة النحلة” في محرك البحث. وفجأة، انفتحت أمامه عوالم جديدة: فيديوهات ممتعة، رسوم توضيحية، مقالات قصيرة للأطفال.
وبعد مشاهدة بعضها، قال في نفسه:
“هذا ممتع أكثر مما توقعت! ولم أحتج لمساعدة أحد!”
ومنذ تلك اللحظة، أصبح مالك لا يكتفي بما تقوله المعلمة، بل يبدأ كل ليلة بالبحث عن موضوع جديد.
الفصل الثالث: التغيير الحقيقي
تدريجيًا، بدأت المعلمة تلاحظ أن مالك يرفع يده كثيرًا للإجابة، بل ويضيف معلومات لم تذكرها في الدرس. وذات مرة، حين تحدثت عن “الكواكب”، فاجأها مالك بقوله:
“هل تعلمون أن كوكب نبتون يستغرق 165 سنة ليُكمل دورة حول الشمس؟”
اندهش الجميع، وسألته المعلمة بدهشة:
– “من أين عرفت ذلك؟”
– “بحثت عنه وشاهدت فيديو وثائقي رائع!” أجاب مالك بفخر.
الفصل الرابع: الدعم العائلي يصنع فرقًا
لاحظ والداه شغفه الجديد، فقررا تشجيعه بشكل أكبر. فوالدته أحضرت له دفترًا خاصًا لتدوين ملحوظاته، أما والده فاشترك له في قناة تعليمية للأطفال.
وبينما كان أقرانه يقضون وقتهم في الألعاب فقط، كان مالك يقسم وقته بين اللعب، والتعلم الذاتي، والاكتشاف.
الفصل الخامس: كنز التعلم الذاتي
بحلول نهاية العام الدراسي، حصل مالك على شهادة “الطالب المثابر”، ليس لأنه حصل على أعلى الدرجات فقط، بل لأنه أصبح يعتمد على نفسه، ويسعى للمعرفة دون انتظار أو توجيه دائم.
لقد أدرك أن العلم لا يعطى فقط، بل يبحث عنه. كما أيقن أن الإنترنت والكتب ليست فقط للترفيه، بل وسيلة لبناء مستقبله.
الدرس الذي لن ينساه
وهكذا، أصبح مالك نموذجًا للأطفال في فصله، بل وبدأ يُشجّع أصدقاءه على البحث، قائلاً لهم:
“لا تنتظروا أن يقول لكم أحد كل شيء، ابحثوا بأنفسكم، فالمعرفة كنز مخفي ينتظر من يفتش عنه!”
ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه يُذكر مع كلمة: التعلم الذاتي.
ما الذي نتعلمه من قصة مالك؟
الاعتماد على النفس لا يعني الانفصال عن الآخرين، بل المبادرة أولاً.
الإنترنت والكتب أدوات قوية إذا استُخدمت بشكل ذكي.
الطفل القادر على التعلم الذاتي ينجح في المدرسة… وفي الحياة