قصة نظارتي ليست ضعفي

قصص وحكايات للأطفال:قصة نظارتي ليست ضعفي

كانت “ليلى” طفلة في العاشرة من عمرها، مرحة وتحب اللعب مع أصدقائها في الحي والمدرسة. لكنها مؤخرًا بدأت تعاني من صعوبة في رؤية السبورة بوضوح، كما أن القراءة أصبحت مرهقة لعينيها. لاحظت والدتها الأمر وأخذتها إلى طبيب العيون، الذي أخبرها بأنها تحتاج إلى نظارات طبية.

شعرت ليلى بالصدمة. لم تكن تتخيل نفسها ترتدي نظارات طوال الوقت! كانت تعتقد أن ذلك سيجعلها تبدو مختلفة عن باقي زملائها، وربما يسخر منها البعض. حاولت إقناع والدتها بأنها تستطيع الرؤية جيدًا، لكن الأم كانت تعلم أن صحة ابنتها أهم من مخاوفها الصغيرة.

عندما حصلت ليلى على نظارتها الجديدة، شعرت بأنها لا تشبه نفسها. ظلت تحدق في المرآة لعدة دقائق، تحاول التأقلم مع مظهرها الجديد. في اليوم التالي، ذهبت إلى المدرسة وهي تشعر بالتوتر. لم تكن تريد أن يراها أحد بالنظارات، لكنها لم تستطع الاستغناء عنها لرؤية الدروس بوضوح.

عندما دخلت الفصل، بدأ بعض الطلاب يتهامسون، وقال أحدهم ضاحكًا:
“انظري! ليلى صارت مثل المعلمة العجوز!”

احمرّ وجه ليلى خجلًا، وشعرت برغبة في خلع النظارات وإخفائها إلى الأبد. لكن فجأة، تقدمت صديقتها “سلمى” وقالت:
“أعتقد أن النظارات تجعلك تبدين ذكية جدًا، مثل العلماء والمستكشفين!”

شعرت ليلى ببعض الارتياح لكلام سلمى، لكنه لم يكن كافيًا لجعلها تتقبل نظارتها بالكامل.

في أحد الأيام، كانت ليلى تسير في الحديقة القريبة من منزلها، وهي لا تزال غير سعيدة بنظارتها. لكنها لاحظت شيئًا غريبًا: كانت ترى ألوان الطيور وأجنحتها بتفاصيل رائعة لم تكن تراها من قبل. رأت خطوطًا دقيقة على أوراق الأشجار، وقطرات الندى اللامعة فوق الزهور، وأشياء لم تلحظها عينها من قبل.

بدأت ليلى تكتشف عالمًا جديدًا بفضل نظارتها، وكأنها تمتلك عدسة سحرية تكشف لها جمالًا خفيًا لم يكن واضحًا لها من قبل. شعرت بسعادة غامرة، وبدأت تراقب الطيور والحشرات الصغيرة، وتسجل ملاحظاتها في دفتر صغير.

في المدرسة، طلبت المعلمة من الطلاب إعداد تقرير عن الطبيعة. قررت ليلى أن تستخدم “نظارتها السحرية” لاستكشاف الأشياء من حولها. التقطت صورًا للأوراق المختلفة، وحددت أنماط الأجنحة لدى الفراشات، ولاحظت كيف تتغير ألوان السماء في أوقات مختلفة من اليوم.

عندما عرضت تقريرها أمام الفصل، انبهر الجميع بتفاصيله، وسألتها المعلمة:
“كيف استطعتِ رؤية كل هذه التفاصيل الدقيقة؟”

ابتسمت ليلى وقالت بفخر:
“بفضل نظّارتي! لقد علمتني أن أرى العالم بطريقة لم أكن أتخيلها!”

 نظّارتي مصدر قوتي

لم تعد ليلى تخجل من نظارتها بعد ذلك. بل أصبحت فخورة بها، وبدأ زملاؤها ينظرون إليها بإعجاب، لأنها أصبحت “المستكشفة الصغيرة” التي ترى ما لا يراه الآخرون.

وهكذا، تحولت النظارة من عبء إلى هدية جعلت ليلى تكتشف العالم بعيون جديدة، وأدركت أن القوة الحقيقية ليست في الشكل الخارجي، بل في كيفية رؤية الأمور بمنظور مختلف.