قصة وحكايات لأطفال : قصة اليد التي تُعلّم

قصة وحكايات لأطفال : قصة اليد التي تعلم

في أحد الأحياء الشعبية الهادئة، كانت “أم هاجر” ربة منزل بسيطة، تقضي يومها في تفصيل الملابس للنساء من حولها.
كانت ماهرة في عملها، تستخدم الإبرة والخيط بمهارة لا يمتلكها الكثيرون.
لكن رغم بساطتها، كانت تملك قلبًا كبيرًا وعيونًا ترى ما لا يراه غيرها.

ومع مرور الأيام، بدأت تلاحظ أمرًا مهمًا…
فتيات الحي يقضين أوقاتهن دون فائدة، ينتظرن فرصة لا تأتي.


🎞️ المشهد الأول: سؤال بسيط، وقرار مصيري

في أحد الأيام، جاءت “رحمة”، ابنة الجيران، وقالت بخجل:
“هل يمكن أن تعلّمينني الخياطة يا خالتي؟”

توقفت أم هاجر لحظة، ثم ابتسمت.
في داخلها، فكّرت: لمَ لا؟ إن تعليم فتاة واحدة قد يفتح لها بابًا جديدًا في الحياة.

ومن هنا، بدأت الحكاية.


🎞️ المشهد الثاني: أول ورشة خياطة في الشرفة

بأبسط الإمكانيات، حوّلت أم هاجر شرفة منزلها إلى ورشة صغيرة.
في البداية جاءت رحمة وحدها، ثم لحقتها فتيات أخريات، واحدة تلو الأخرى.

وبمرور الوقت، امتلأت الشرفة بالخيوط والمقصات والضحكات.
كل فتاة كانت تحمل حلمًا… منهن من أرادت مساعدة أهلها، ومنهن من تطمح لامتلاك مشروعها، وأخرى تحب الخياطة وتبحث عمّن يوجّهها.


🎞️ المشهد الثالث: بداية التغيير الحقيقي

مرت شهور، وأصبحت الفتيات قادرات على تفصيل وبيع ما يصنعنه بأيديهن.
كل واحدة منهن بدأت تكوّن قاعدة من الزبائن، وأصبح لهن مصدر دخل خاص.

أما أم هاجر، فاستمرت في تعليمهن بمحبة، دون أن تطلب أي مقابل.
كانت تشعر أنها لا تعلم فقط، بل تبني أملًا جديدًا في كل فتاة.


🎞️ المشهد الرابع: الضوء يبدأ بالظهور

ذات يوم، رأت صحفية شابة صورًا لملابس الفتيات على مواقع التواصل.
سألت عن المصدر، فأجابتها الفتيات بكل فخر:
“تعلّمنا على يد أم هاجر… مجانًا!”

كتبت الصحفية مقالًا بعنوان:
“ورشة صغيرة في بيت بسيط… غيّرت حياة فتيات حي بأكمله.”
ومنذ تلك اللحظة، بدأت القصة تنتشر.


🎞️ المشهد الخامس: أول معرض صغير

وبعد مرور عام تقريبًا، قررت الفتيات تنظيم معرض صغير لعرض أعمالهن.
المكان كان بسيطًا، مفروشًا بطاولات بيضاء، وعلقت  عليه العبايات والملابس التي صممنها بأيديهن.

ورغم التوتر في البداية، توافد الزوّار، وأبدوا إعجابهم وبدأوا بالشراء.

وفي نهاية اليوم، حين جمعت الأرباح، أسرعت رحمة نحو أم هاجر وقالت:
“هذا المال بفضلك.”
فأجابت أم هاجر بابتسامة دافئة:
“ما يُصنع من القلب، لا يُشترى بالمال… هذا نجاحكن، فافخرن به.”


🎞️ المشهد السادس: الخير يستمر

بعد عدة أشهر، قامت “نورا”، إحدى الفتيات اللاتي تعلّمن لدى أم هاجر، بافتتاح ورشة صغيرة لتعليم الخياطة في حيٍّ مجاور.

وحين سُئلت عن السبب، أجابت:
“ما تعلّمته من أم هاجر كان أكثر من مجرد خياطة… كان رسالة حب وثقة، وعليّ أن أرسلها من جديد.”

وهكذا، استمر الخير، وبدأت سلسلة جديدة من الفتيات في تعلّم حرفة تفيدهن في حياتهن.


🎞️ المشهد السابع: صوت من القلب

في أحد اللقاءات الإذاعية، سُئلت أم هاجر عن سر ما فعلته، فقالت:
“أنا امرأة بسيطة… لكنني حين قررت أن أعلّم، شعرت بأنني أبني مجتمعًا صغيرًا قادرًا على الوقوف على قدميه.
العلم إذا لم نشاركه، يفقد قيمته.”


المغزي من قصة اليد التي تعلم
المعجزات لا تحدث دومًا بالسحر…

أحيانًا، كل ما نحتاجه إبرة، خيط، وقلب نقي يؤمن بأن الخير يبدأ بخطوة.