قصة وعبرة : الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتيجة

بداية الحلم الكبير
في صباح يوم مشمس، استيقظ عبدالرحمن مبكرًا وهو يشعر بالحماس يملأ قلبه. اليوم ليس كأي يوم آخر، فقد حان موعد المباراة التي طالما حلم بحضورها. ارتدى عبدالرحمن قميص فريقه المفضل بعناية، ثم تناول فطوره بسرعة وهو يتحدث مع والده عن خطط اليوم.
بعدها، حمل علم الفريق بكل فخر، وانطلق مع عائلته نحو الاستاد الكبير، حيث كان آلاف المشجعين يتدفقون بحماس من كل مكان.
قصة للاطفال للاطفال : قصة أول يوم صيام
قصة وعبرة : أجواء الحماس قبل البداية
عندما وصل عبدالرحمن إلى الاستاد، شعر وكأنه دخل إلى عالم آخر. الألوان الزاهية تملأ المكان، والأغاني الحماسية تعلو في الأرجاء. كان الأطفال يلوحون بالأعلام، والكبار يتبادلون التوقعات حول النتيجة. جلس عبدالرحمن في مقعده وهو يبتسم بحماس، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا.
رغم الفرحة العامة، بدأ بعض المشجعين يصرخون بكلمات غاضبة تجاه الفريق الآخر. في البداية، ظن عبدالرحمن أن الحماس قد يجعل البعض يتصرف بانفعال، لكن مع مرور الوقت، ازداد الأمر سوءًا.
صدمة وسط الحلم
مع بداية المباراة، لعب الفريقان بكل قوة وشجاعة. عبد الرحمن صفق بحرارة لكل تمريرة جميلة، سواء من فريقه أو من الفريق الآخر، فقد تعلم منذ صغره أن الجمال في اللعب لا يعرف ألوان الفرق.
قصة فلسطين للاطفال : الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
لكن فجأة، ومع هدف سجله الفريق المنافس، بدأ بعض المشجعين من حوله يصرخون بغضب ويقذفون الشتائم في كل اتجاه.
شعر عبدالرحمن بالضيق، ونظر إلى والده الذي ابتسم له مطمئنًا وقال:
“لا تقلق يا عبدالرحمن، الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتيجة.”
قصة وعبرة : الدرس الأكبر
مرت دقائق المباراة بين شد وجذب، وفاز الفريق المنافس بهدف نظيف. عند صافرة النهاية، وقف كثيرون يصرخون غاضبين، فيما قام البعض بترك مقاعدهم غاضبين دون أن يصفقوا للفريق الفائز.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
أما عبدالرحمن، فقد وقف وصفق بكل قوة، رغم حزنه على خسارة فريقه. أدرك عبدالرحمن في تلك اللحظة معنى الرياضة الحقيقي، وفهم أن الأخلاق تظل أقوى من الفوز، وأن التهذيب يحفظ كرامة الإنسان مهما كانت النتيجة.
بعد لحظات، لاحظ عبد الرحمن أن بعض المشجعين الصغار كانوا ينظرون إليه بدهشة، ثم بدأوا يصفقون مثله. فانتشر التصفيق شيئًا فشيئًا حتى ملأ المدرجات بأصوات الاحترام.
حوار الحكمة
في طريق العودة إلى المنزل، سأل عبدالرحمن والده قائلاً:
“لماذا يتصرف البعض بغضب شديد عندما يخسرون؟”
أجاب والده بحكمة:
“لأنهم لم يفهموا أن الرياضة مثل الحياة، يوم لك ويوم عليك. الفوز جميل، لكنه لا يستحق أن نخسر من أجله أخلاقنا. والخسارة مؤلمة، لكنها فرصة لنتعلم ونتطور.”
ابتسم عبدالرحمن وقال بثقة:
“سأتذكر دومًا أن الرياضة أخلاق قبل أي شيء آخر، وسأكون مشجعًا مؤدبًا مهما كانت النتيجة.”
خلاصة المغامرة
بهذه التجربة تعلم عبدالرحمن درسًا لن ينساه أبدًا. فقد عرف أن الرياضة ليست مجرد أهداف وأرقام، بل هي ميدان حقيقي لاختبار الأخلاق والروح العالية.
وكلما شارك بعدها في أي مباراة، سواء كلاعب أو مشجع، كان يذكر أصدقاءه دائمًا:
“في الرياضة، المهم أن نلعب بشرف ونشجع باحترام، فالغالب والمغلوب متساويان في قيمة الروح الرياضية.”