قصة وعبرة : صوت بطل صغير وصاحب أثر كبير.

في حي من أحياء مصر القديمة استيقظ هشام في يومٍ عادي من أيام الدراسة. جهز حقيبته، وخرج من المنزل بابتسامة. في الطريق إلى المدرسة، سمع رجالًا يتحدثون أمام أحد المحلات. وقف يستمع إليهم دون أن يلاحظوه،
وقال أحدهم: “شايفين؟ كل قرش بندفعه في المنتجات دي بيروح للي بيقصفوا بيوت أهلنا في فلسطين!”
اتسعت عينا هشام. لم يفهم كل شيء، لكنه شعر أن هناك شيئًا خطيرًا يحدث.
عاد إلى البيت بعد المدرسة، جلس مع والده، وسأله:
“بابا، في منتجات بفلوسها بيتضرر بها ناس في فلسطين؟”
أجابه والده بوجهٍ حزين:
“أيوه يا هشام… في شركات بتدعم الكيان اللي بيظلم ويدمر، وكل مرة بنشتري منهم، بنساعدهم بدون ما نقصد.”
قرار الشجاع الصغير
نام هشام تلك الليلة وهو يفكر. في الصباح، دخل المدرسة وهو يحمل قرارًا واضحًا في قلبه: “لازم أتكلم!”
خلال الاستراحة، جمع زملاءه حوله، وقال:
“أنا اكتشفت حاجة لازم نعرفها كلنا… في منتجات بنحبها وبنشتريها، بس أصحابها بيدّوا فلوسنا لناس بيقتلوا الأطفال في فلسطين.”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
اندهش زملاؤه، وسأله أحدهم:
“إزاي؟! وإحنا نقدر نعمل إيه؟”
رد هشام وهو يمسك دفترًا فيه أسماء الشركات:
“نقدر نقاطع. نقدر نختار بديل. نقدر نوصل صوتنا!”
نقاش في حصة النشاط
في حصة النشاط، رفعت زميلته دانية يدها وقالت للمعلمة:
“أستاذة، هشام عنده فكرة مهمة لازم نسمعها!”
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
أعطته المعلمة الكلمة، فوقف هشام بشجاعة وقال:
“أنا قررت ما أشتريش تاني من شركات بتدعم الظلم في فلسطين. وبدل السكوت، لازم نتكلم ونأثر.”
أصغى الجميع، بل وحتى بعض المعلمين شاركوا في النقاش. بدأت القصة تنتشر في المدرسة.
ميلاد حملة: “من مدرستنا لفلسطين”
اقترحت المعلمة أن تنشأ المدرسة حملة توعية. اختاروا اسمًا مؤثرًا:
“من مدرستنا لفلسطين”
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
عيّنوا هشام منسقًا للحملة. بدأ بجمع المعلومات، وتعاون مع زملائه لإعداد لافتات كتبوا عليها:
مكتوب “قاطع المنتج… تنقذ حياة.”
“كل قرش بيوصل… فخلي اختياراتك توصل خير مش نار.”
صمموا ركنًا في ساحة المدرسة، فيه خرائط، صور أطفال فلسطين، وقائمة بمنتجات بديلة من مصانع محلية.
أثر الحملة خارج المدرسة
لم تتوقف الحملة عند سور المدرسة. عاد التلاميذ إلى بيوتهم، وأخبروا أهاليهم بما تعلموه.
أمهات توقفن عن شراء منتجات معينة.
آباء شاركوا الحملة على مواقع التواصل.
بل إن البقال الصغير في الحارة قال لهشام ذات صباح:
“من وقت ما حكيتوا، شلت منتجاتهم من الرفوف. ربنا يبارك فيكم.”
مفاجأة المدير
في أحد الأيام، دخل المدير الفصل وطلب مقابلة هشام في مكتبه.
قال له بابتسامة: “يا هشام، بسببك المدرسة كلها اتغيّرت. وعرفنا إن في طلاب ممكن يكونوا قادة حقيقيين.”
ثم ناوله ورقة تكريم، كتب عليها: “إلى هشام، صوت الحق بين أصدقاءه، وضمير مدرسته.”
الرسالة الأخيرة: صوت صغير… أثر كبير
لم يكن هشام بطلًا في فيلم، ولا قائدًا في كتاب تاريخ. كان فقط طفلًا صغيرًا، عرف الحقيقة، ورفض يسكت.
أثبت هشام أن كل كلمة، كل قرار، وكل ريال له قيمة.
وأن المقاطعة ليست صمتًا… بل صوتًا عاليًا يقول:
“أنا ضد الظلم، حتى لو من خلف شاشة أو رف سوبر ماركت.”
النهاية.