قصة وعبرة للاطفال : اختيار واحد قد يغير كل شئ

قصة وعبرة للاطفال : اختيار واحد قد يغير كل شئ.

قصة وعبرة للاطفال : اختيار واحد قد يغير كل شئ
قصة وعبرة للاطفال : اختيار واحد قد يغير كل شئ

بداية يوم عادي

استيقظ حسن في الصباح الباكر، وهو يشعر بالحماس ليوم جديد. حمل حقيبته المدرسية وركض نحو الباب دون أن يفطر. نادته أمه بلطف، لكنه رد سريعًا: “مافيش وقت، هتأخر!” ثم خرج مسرعًا.

وصل إلى المدرسة متأخرًا، فوبّخه المعلم. جلس في مقعده، وأخرج كراسته، لكنه نسي القلم. استعاره من صديقه دون أن يستأذن. وهكذا، بدأت سلسلة من القرارات السريعة التي لم يفكر فيها حسن جيدًا.

قرار خاطئ في لحظة غضب

في الفسحة، غضب حسن من زميله عمر لأنه ضحك على رسمه. قرر حسن أن يدفعه، فسقط عمر وأُصيب في يده. شعر حسن بالخوف، وهرب من المكان.

عند العودة إلى المنزل، جلس حسن صامتًا. لاحظ جده صمته، فاقترب منه وقال: “ما بك يا حسن؟”

بداية الحديث

أجاب حسن وهو يحاول إخفاء قلقه: “عملت حاجات غلط يا جدو… بس ماكنتش أقصد.”

ابتسم الجد وربت على كتف حفيده، ثم قال: “تعال يا حسن، خليني أحكيلك حكاية… حكايتك، لكن من منظور مختلف.”

حكاية من الماضي

قال الجد: “زمان، كان في ولد شبهك اسمه طارق. كان ذكي وطيب، لكنه كان يختار قراراته بسرعة، وكثيرًا ما يندم. في يوم، طارق قرر يروح مع أصحابه لمكان خطير رغم تحذيرات والده. وهناك، حدث شيء غير كل شيء.”

سأل حسن بفضول: “إيه اللي حصل؟”

تابع الجد: “واحد من أصحابه اتعرض لأذى، وطارق شعر بالذنب لأنه شارك في القرار. لكن المدهش، يا حسن، إن القرار ده ما أثّر بس على مستقبله… أثر كمان على نظرته لماضيه.”

كيف يغيّر القرار الماضي؟

تعجب حسن وسأل: “بس يا جدو، القرار بيغير المستقبل، مش الماضي!”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

ابتسم الجد وقال: “لأ، يا حسن. القرار ممكن يغيّر طريقة إحساسنا بالماضي. لما نخطئ، ونفكر في لحظات سابقة، نحس إننا كنا ممكن نتصرف أحسن. نحس إننا خذلنا نفسنا. كأن الخطأ بيرجع يعيد كتابة ذكرياتنا.”

لحظة إدراك

سكت حسن للحظة، ثم قال: “يعني لما أختار غلط، مش بس أندم، لكن كمان أبص على الماضي بنظرة حزينة؟”

أومأ الجد برأسه، وقال: “بالضبط. لكن هنا المفاجأة… الخطأ مش دايمًا شيء سيئ. أحيانًا، بنتعلم من الغلط أكتر من الصح. بس لازم نتعلم، مش نكرر.”

حكمة الجد

أخذ الجد نفسًا عميقًا، وقال: “كل قرار بتاخده، يا حسن، هو زي حجر صغير بترميه في بحيرة. الموجات اللي بيعملها بتمتد بعيد. يمكن ما تشوفهاش دلوقتي، لكن هتحس بيها بعدين. قرار صغير في لحظة غضب، أو لحظة تهور، ممكن يغيّر طريقك كله.”

قصة وعبرة للاطفال : قصة أول يوم صيام

أضاف وهو ينظر إلى عيني حفيده: “علشان كده، لازم نفكر، ونتأنى، ونسأل نفسنا دايمًا: ‘هل القرار ده هكون فخور بيه بعد سنة؟ بعد عشر سنين؟’ لو الجواب لأ، يبقى لازم نعيد التفكير.”

حسن يتغير

في اليوم التالي، فكر حسن جيدًا قبل أن يتكلم مع عمر. اعتذر له، وقرر أن يشاركه في رسم جديد. وفي المدرسة، بدأ يستأذن قبل أن يستعير شيئًا، وبدأ يراجع قراراته قبل أن يتصرف.

مرت أسابيع، وحسن تغير ببطء، لكنه بثبات. وكلما شعر بالحيرة، تذكر كلمات جده، وتخيّل الموجات التي تنتشر في البحيرة.

النهاية: كل خطوة تحكي قصة

وفي إحدى الليالي، جلس حسن بجوار جده وقال: “دلوقتي فهمت يا جدو… كل قرار أنا باخده، بيكتب سطر جديد في قصتي.”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

ابتسم الجد، وقال: “وأنت الكاتب يا حسن… فاكتب بحكمة.”

وهكذا، تعلم حسن أن القرارات ليست فقط لحظات، بل هي جسور بين الماضي والمستقبل. وكلما اختار بعقل وقلب، أصبح ماضيه أكثر فخرًا، ومستقبله أكثر نورًا.

النهاية.

4o