قصة وعبرة : لماذا نصوم وما السر في الصيام؟

رحلة آدم إلى أول مرة صيام رمضان : –
آدم والعناد الأول :
في أحد أحياء المدينة، عاش طفل يُدعى آدم. كان آدم ذكياً ونشيطاً، لكنه كان عنيداً جداً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالصيام. في كل رمضان، كانت والدته تحاول إقناعه بالصيام، لكنه كان يرفض قائلاً: “لماذا أصوم؟ أنا لا أحتاج إلى الصيام، الله ليس بحاجة إليه!”
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
حاولت والدته إقناعه بهدوء، لكنها لم تجبره. قالت له: “يا آدم، الصيام ليس لله، إنه لك. إنه يعلمنا الصبر، ويجعلنا نشعر بالرحمة تجاه الفقراء.” لكنه لم يقتنع، وظل مصراً على رأيه.
التحدي الغريب
في أحد الأيام، قررت والدته أن تعطيه درساً عملياً. وضعت أمامه طبقه المفضل من الطعام، ثم قالت: “آدم، يمكنك أن تأكل، لكن هناك شرط واحد. لا تشرب الماء طوال اليوم، حتى لو شعرت بالعطش.”
ضحك آدم وقال بثقة: “هذا سهل! يمكنني فعل ذلك!” ثم بدأ يأكل بشهية، لكنه لم يكن يعلم أن هذا القرار سيغير نظرته للصيام.
الندم والدرس الأول
مرت الساعات، وبدأ العطش يزداد. في البداية، حاول آدم تجاهله، لكنه شعر بجفاف حلقه. عندما حان وقت الغداء، لم يستطع تناول الطعام بسبب العطش. ومع مرور الوقت، أصبح يشعر بالصداع والإرهاق. في المساء، نظر إلى والدته وقال بصوت ضعيف: “أمي، لا أستطيع التحمل. أنا متعب جداً.”
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
ابتسمت والدته بحنان وقالت: “هل ترى الآن؟ أنت لم تصم، لكنك شعرت بالتعب لأنك منعت نفسك من الماء فقط. تخيل كيف يشعر الفقراء الذين لا يجدون الطعام أو الشراب لعدة أيام!”
الاكتشاف الحقيقي
ساد الصمت، ثم قال آدم بصوت خافت: “لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل.” نظر إلى والدته بإحساس جديد تماماً، ثم قال: “لكن ما علاقة هذا بالله؟”
ابتسمت والدته مرة أخرى وقالت: “الله لا يحتاج إلى صيامنا، نحن من نحتاج إليه. عندما نصوم، نقترب من الله، نشعر بالامتنان لكل النعم التي أعطانا إياها، ونتعلم الصبر والتواضع. الصيام يطهر القلب ويجعلنا نشعر بالآخرين.”
أحس آدم بالندم على عناده السابق، ثم سأل: “هل يمكنني المحاولة غداً؟”
التغيير الحقيقي
في اليوم التالي، استيقظ آدم مبكراً، وتناول السحور مع عائلته لأول مرة. في البداية، شعر بالجوع والعطش، لكنه تذكر كلام والدته. قرر أن يقاوم. خلال النهار، بدأ يشعر بالفخر بنفسه، وعندما أذّن المغرب، شعر بسعادة لم يعهدها من قبل.
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
نظرت إليه والدته بحب وقالت: “كيف تشعر الآن؟”
ابتسم آدم وقال: “أشعر بأنني قوي، وأشعر بالامتنان لكل ما لدي. لم أكن أدرك قيمة الطعام والماء بهذه الطريقة من قبل.”
النهاية والسعادة الجديدة
منذ ذلك اليوم، تغير آدم تماماً. لم يعد يرى الصيام كعبء، بل أصبح فرصة للتقرب من الله والشعور بالنعمة. لم يعد عنيداً، بل أصبح يفكر بعمق في الأشياء قبل أن يرفضها.
وهكذا، تعلم آدم درساً عظيماً: الإنسان هو من يحتاج إلى الله، وليس العكس.