قصص ابطال خارقون للاطفال : بطل الصمت
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

بداية مختلفة عن كل البدايات
في قرية صغيرة بين جبال “رجال ألمع”، عاش ولد اسمه أسامة. عمره ما تجاوز ١٢ سنة، لكن عقله يسبق عمره بكثير. كان هادي أكثر من اللازم، ما يحب الزحمة، ولا يسولف كثير. حتى أهل القرية كانوا يقولون عنه: “ذا الولد شايل سر كبير!”
وما كانوا غلطانين.
ليلة الرعد الغامضة
في ليلة من ليالي الشتاء، يوم صارت السماء تغلي بصوت الرعود، سمع أسامة صوت يناديه من تحت نافذته.
“أسامة… قم! الوقت جاء!”
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
نزل بهدوء، ولقى رجل طويل، لابس عباءة سودا، ووجهه مغطى. مد له يدّه وقال:
“أنت المختار… حان وقت تعرف الحقيقة!”
حواس الغيم
في لحظة، حس أسامة إن العالم حوالينه تغيّر. صارت أصوات الأشجار واضحة كأنها تهمس، وصوت المطر صار كأنه موسيقى يشرح له الأسرار.
قال له الرجل الغريب:
“أنت ما تعرف، بس وراك إرث قديم. جدك من زمان كان يحارب الشر بحواس يسمونها حواس الغيم. واليوم، أنت وريثه الوحيد.”
اكتشاف القدرات
رجع أسامة البيت وهو مصدوم، بس شي في قلبه كان يقول له: “صدق… هذا أنا.”
بدأ يكتشف قدراته وحدة وحدة.
كان يسمع أصوات الناس قبل لا يتكلمون.
يشوف حاجات ما يشوفها غيره… كأنها خيالات تمشي في الهوا.
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
وإذا ركّز، يعرف نية الشخص من نظرة وحده!
كل يوم ينام وهو يفكر: “ليش أنا؟ وليش الآن؟”
العدو الأول: ظلّ السوق
بعد كم أسبوع، صار يسمع أصوات غريبة في سوق القرية القديم. الناس يقولون: “السوق فيه لعنة!” بس محد يقدر يشرح.
أسامة قرر يروح هناك لحاله. يوم دخل، شاف ظل يتحرك بين الأكشاك، ما له ملامح، بس كان يضحك ضحكة باردة، توجع القلب.
صوت في أذن أسامة قال: “هنا تبدأ المواجهة!”
المعركة الصامتة
ما صار فيه صراخ، ولا سيوف، بس كان فيه صراع أقوى من كذا.
أسامة استخدم سمعه الخارق علشان يعرف وين يروح الظل، وقرأ نية “الشر” قبل ما يتحرك. كل مرة يحاول الظل يهاجمه، أسامة يسبق الخطوة، كأنه يقرأ أفكاره.
لكن الظل قال له بكلمة وحدة خلت دمه يبرد:
“ما أنا إلا الأول… الباقين جايين.”
مَن هم الباقين؟
رجع أسامة البيت وهو مرهق. بس في الليل، جاه حلم غريب: سبعة أبواب، ورا كل باب وحش، وورقة وحدة مكتوب عليها: “كل حاسة تكشف لك باب.”
صحى الصبح وعرف إن اللي شافه ما هو حلم… هذي الرسالة.
رحلة الأسرار
بدأ يسافر من قرية لقرية، كل مرة يكتشف فيها باب، ويقابل شر جديد، وكل مرة حاسة من حواسه تتطور.
في قرية الغيم، اكتشف حاسة الرؤية الخلفية… يشوف اللي وراه بدون ما يلتفت.
في وادي السراب، اكتسب حاسة اللمس الزمني… إذا لمس شي، يعرف تاريخه بالكامل.
وفي جبل الهوا، تعلم كيف يحس بالمشاعر المدفونة في قلوب الناس.
الصراع الأعظم
بعد أشهر من الترحال، عرف أسامة إن الشر الحقيقي مو مخلوق خارجي… الشر ساكن في الناس اللي يخلّون الطمع، والحقد، والخوف يتحكم فيهم.
في المواجهة الأخيرة، وقف قدام رجل ضخم، هو زعيم “الظلّ”، وبدون ما يستخدم أي سلاح، قال له:
“أنا ما أحاربك بسلاح، أنا أفهمك… وإذا فهمتك، أقدر أغيرك.”
الخاتمة: البطل الصامت
من بعد المعركة، اختفى أسامة عن الأنظار. الناس بدوا يروون قصص عنه، وكل قرية تزعم إنها شافته آخر مرة.
لكن الحقيقة؟ أسامة صار موجود في كل مكان… يسمع، يشوف، ويحس… بس بدون ما يتكلم.
لأن البطل الحقيقي ما يحتاج يصيح… يكفي إنه يحس.