قصص تربوية للاطفال : رحلة سامي في أيام الخير
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص تربوية للاطفال : مقدمة القصة
في قريةٍ هادئةٍ تحيط بها الجبال والأشجار، عاش فتىً ذكيٌّ اسمه سامي. كان سامي يحب الاستكشاف والقراءة، ويجلس كل مساء بجانب جدّه ليستمع إلى القصص الجميلة. ذات مساء، جلس سامي على سجادة صغيرة، وقال لجدّه:
“يا جدي، لماذا يتحدث الناس كثيرًا عن العشر الأوائل من ذي الحجة؟”
ابتسم الجد ومسح على رأس حفيده وقال:
“اسمع يا سامي، هذه الأيام ليست كغيرها من الأيام، وسأحكي لك اليوم قصة تعرف منها فضلها العظيم.”
وهكذا بدأت رحلة سامي في التعرف على أيام الخير.
بداية الاكتشاف
في صباح اليوم التالي، استيقظ سامي مبكرًا، ثم توضأ وصلّى الفجر. بعد ذلك، جلس مع جدّه في الحديقة. نظر الجد إلى الأشجار وقال:
“يا سامي، إن الله فضّل بعض الأيام على غيرها. ومثلما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام، فقد فضّل أيضًا العشر الأوائل من ذي الحجة على كل أيام السنة.”
قصص جدتي : قصة أول يوم صيام
تعجب سامي وقال: “أحقًا؟ حتى على أيام رمضان؟”
ضحك الجد وقال: “نعم يا سامي، هذه الأيام يجتمع فيها ما لا يجتمع في غيرها. ففيها الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج.”
كل يوم كنز
أخذ الجد يروي، وقال: “في اليوم الأول من ذي الحجة، يُستحب أن يبدأ المؤمن بالتوبة الصادقة. فالله يحب التائبين، ويغفر لمن تاب وعاد. ثم في اليوم الثاني، يكثر الناس من التسبيح والتهليل والتحميد.”
قال سامي بحماسة: “سبحان الله! الحمد لله! لا إله إلا الله! الله أكبر!”
هز الجد رأسه وقال: “أحسنت يا سامي! هذه الكلمات تزن الجبال حسنات.”
ثم قال: “في اليوم الثالث، يُستحب للناس أن يتصدقوا على الفقراء. وفي اليوم الرابع، يُكثرون من الصلاة على النبي ﷺ.”
وهكذا مضى الجد يشرح، بينما كان سامي يسجل كل شيء في دفتر صغير.
قصص تربوية للاطفال : صيام يوم عظيم
في اليوم التاسع، قال الجد: “هذا هو يوم عرفة، وهو أعظم أيام السنة. من صامه نال أجرًا كبيرًا، فقد قال النبي ﷺ إن صيامه يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة.”
قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

قال سامي: “واو! هذا يوم لا يُفوّت أبداً!”
رد الجد: “بالضبط يا بني! وهو يوم يقف فيه الحجاج على جبل عرفة يدعون ويبكون، والله يعتق رقابهم من النار.”
العيد والفرح
وفي اليوم العاشر، يحتفل المسلمون بعيد الأضحى. قال الجد: “في هذا اليوم، يذبح المسلمون الأضاحي تقرّبًا إلى الله، ويوزعون لحمها على الفقراء والأقارب والجيران.”
فرح سامي وقال: “أنا سأساعد أبي هذا العام في توزيع اللحم!”
ضحك الجد وقال: “أنت فتى نشيط، وأحب ما يقدمه الإنسان في هذه الأيام هو العمل الصالح، ولو كان بسيطًا.”
العودة من الرحلة
مرت الأيام العشر، وشعر سامي أن قلبه أصبح أنقى، وروحه أصبحت أنشط. وفي اليوم الأخير، جلس بجوار جدّه وقال: “يا جدي، لقد كانت هذه الأيام مثل كنوز مفتوحة!”
أجاب الجد: “صدقت يا سامي، ومن عرف قيمة هذه الأيام، لا يضيعها أبدًا.”
الخاتمة: رسالة سامي
في نهاية القصة، كتب سامي رسالة صغيرة علّقها على باب المسجد في قريته، وقال فيها:
“يا أصدقائي، لا تفوتوا أعظم عشرة أيام في السنة. صوموا، صلّوا، تصدقوا، واذكروا الله كثيرًا. اغتنموا الفرصة قبل أن تفوت.
صديقكم: سامي”
كلمة أخيرة
وهكذا، عرف سامي أن الله يفتح للناس أبواب الرحمة في أيامٍ مخصوصة، وأن من اغتنمها صار من الفائزين. منذ ذلك اليوم، صار سامي يذكر العشر الأوائل من ذي الحجة كل عام، وينشر الخير في قريته الصغيرة.