قصص تربوية للاطفال : قصة مريم وصيام الستة من شوال

قصص تربوية للاطفال : قصة مريم وصيام الستة من شوال.

قصص تربوية للاطفال : قصة مريم وصيام الستة من شوال
قصص تربوية للاطفال : قصة مريم وصيام الستة من شوال

صباح جديد بعد العيد

استيقظت مريم في صباح مشمس من أيام شهر شوال. فتحت عينيها وابتسامة العيد ما زالت تملأ وجهها الصغير. ركضت إلى المطبخ، وهي تتوقع أن تجد الإفطار جاهزًا كالعادة بعد رمضان، لكن المفاجأة كانت بانتظارها.

رأت والدتها تعد التمر والماء، بينما جلس والدها يقرأ القرآن بصوت هادئ. اقتربت مريم وسألت بتعجب:
— “ماما، بابا… إحنا مش في العيد؟ ليه ما فطرنا زي كل يوم بعد رمضان؟”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

ابتسمت الأم وقالت برقة:
— “صباح الخير يا مريم، إحنا بنصوم النهارده.”

رفعت مريم حاجبيها بدهشة، ثم قالت:
— “بنصوم؟ بس رمضان خلص! ليه نصوم تاني؟”


اكتشاف جديد

جلس الأب بجوار مريم، وربت على كتفها وقال:
— “يا مريم، إحنا بنصوم الستة من شوال. النبي ﷺ قال إن اللي يصوم رمضان وبعده ستة أيام من شوال، كأنه صام السنة كلها.”

فتحت مريم عينيها بدهشة أكبر وقالت:
— “السنة كلها؟ يعني كأني صمت 12 شهر؟!”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

ضحكت الأم وقالت:
— “بالضبط يا حبيبتي. لأن الحسنات عند الله تتضاعف. رمضان فيه ثلاثين يوم، ولو ضفنا له ستة، كأننا صومنا الدهر كله.”

فكرت مريم قليلًا، ثم قالت بحماس:
— “طيب، ممكن أصوم معاكو؟ أنا كبرت السنة دي وصومت رمضان كله، ومشيت عليه زي الشطورة!”


أول تجربة

في اليوم التالي، استعدت مريم لصوم أول يوم من الستة. ارتدت ثيابًا خفيفة، وجلست تقرأ قصة في كتابها المفضل. مرت الساعات ببطء في البداية، لكنها بقيت صابرة. كلما شعرت بالجوع، تذكّرت حديث النبي ﷺ، وقالت لنفسها:
— “أنا دلوقتي بجمع أجر كبير… كأني صايمة سنة كاملة!”

مرت الساعات، وجاء وقت المغرب. جلست مريم مع أهلها على المائدة، وأخذت أول تمرة بيدها الصغيرة. قالت وهي تبتسم:
— “أنا صمت أول يوم من الستة! الحمد لله!”


مواقف تشجيعية

في الأيام التالية، قابلت مريم بعض التحديات. في أحد الأيام، دعتها صديقتها ليلى لتناول الآيس كريم. ترددت مريم، لكنها تذكّرت وعدها لنفسها. ردّت بلطف:
— “أنا صايمة النهارده، لكن ممكن نروح نلعب سوا!”

أعجبت ليلى بإصرار مريم، وقالت:
— “أنا كمان هحاول أصومهم معاكِ، نحفز بعض!”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

وبالفعل، بدأت مريم تصوم يومًا بعد يوم، وكل مرة تشعر بالرضا أكثر. كانت والدتها تعد لها إفطارًا مميزًا كل يوم لتشجعها. أما والدها، فكان يحكي لها قصصًا عن فضل الصيام.


لحظة الفخر

بعد أن أكملت مريم صيام الستة أيام، نظرت في المرآة وقالت بفخر:
— “أنا صمت رمضان، وكملت عليه ستة من شوال… دلوقتي أنا كأني صمت سنة كاملة!”

صفقت لها والدتها بحرارة، وقالت:
— “أحسنتِ يا مريم، أنتِ قدوة لكل الأطفال.”

أضاف والدها:
— “والأجمل إنك فهمتِ المعنى الحقيقي للصبر، والإخلاص، واتباع سنة النبي.”


درس لا يُنسى

في النهاية، أدركت مريم أن الصيام ليس فقط عن الامتناع عن الطعام، بل هو تدريب للقلب، وتطهير للنفس، واتباع لهدي الحبيب ﷺ. ومن ذلك اليوم، قررت مريم أن تصوم الستة من شوال كل سنة، وأن تدعو صديقاتها ليشاركنها الأجر.

وبينما كانت تغفو في تلك الليلة، شعرت بسعادة داخلية لم تشعر بها من قبل، وقالت في سرها:
— “أنا صغيرة… لكن قلبي كبير، لأنني اخترت أن أقترب من ربي خطوة بخطوة.”