قصص توعية : قصة نورا وحدود الأمان – لا تلمسني
المشهد الأول: الراحة مش دايمًا معناها أمان
في أحد الأيام، كانت نورا ذات السبع سنوات تلعب في بيت جدتها.
وبينما كانت تنشغل في ترتيب دُماها، دخل أحد الأقارب، “عمو سليم”، وجلس بجوارها.
قال لها بابتسامة:
– “يا نورا، تعالي اجلسي جنبي، إنتي كبرتِ وبقيتِ شاطرة”.
في البداية، شعرت نورا بالراحة، لكن بعد قليل، اقترب منها أكثر من اللازم،
ووضع يده على كتفها، ثم اقترب أكثر.
فجأة، قلب نورا بدأ ينبض بسرعة، وشعرت بشيء غريب، خوف داخلي، لكنها ما فهمتش ليه.
المشهد الثاني: صوت ماما في عقلها
في اللحظة دي، تذكرت نورا كلام ماما اللي سمعته قبل أسبوعين:
– “نورا، دايمًا تذكري إن جسمك ملكك، ولو أي حد لمسك بطريقة تخليكي مش مرتاحة، حتى لو قريب… قولي لا، وامشي فورًا!”
ثم أضافت ماما بحنان:
– “الناس الطيبة ما بتخوفناش، وما بتخليش قلبنا يدق بسرعة.
جسمك مش سر، ولو حد قالك: ‘ما تقوليش لحد’، اعرفي إن في حاجة غلط”.
المشهد الثالث: القرار الشجاع
حينها، نظرت نورا لعمو سليم وقالت بصوت منخفض:
– “أنا مش بحب اللمسة دي… من فضلك ابعد”.
ثم قامت من مكانها، وخرجت من الغرفة وهي ترتجف، وذهبت مباشرة لجدتها.
وبعد أن وصلت، انفجرت نورا في البكاء وقالت:
– “جدتي، عمو سليم لمسني بطريقة ما عجبتنيش، وخلاني أخاف”.
وهنا، احتضنتها جدتها بشدة، وقالت:
– “انتي شجاعة جدًا، وأنا فخورة بيكي! اللي عمله غلط، وانتي عملتي الصح”.
المشهد الرابع: المواجهة والدعم
في اليوم التالي، اجتمع الأب والأم والجد والجدة، واتخذوا موقفًا واضحًا:
عمو سليم مش هيدخل البيت تاني، وتم التواصل مع مختصين لدعم نورا نفسيًا.
وعندما سألت نورا: “أنا عملت حاجة غلط؟”
رد بابا وهو يمسك يدها:
– “بالعكس، إنتي عملتي الصح! في أطفال كتير بيسكتوا، لكن إنتي اتكلمتي.
جسمك غالي، وصوتك مهم، ومفيش حد له الحق إنه يتخطى حدودك”.
المشهد الخامس: نورا تحكي لصديقتها
بعد أيام، لاحظت نورا إن صاحبتها “ليلى” بقت حزينة وساكتة.
اقتربت منها وقالت:
– “لو في حد بيضايقك أو بيخوفك، احكي… أنا كمان مريت بحاجة مش حلوة، بس دلوقتي بقيت أقوى”.
ومن هنا، بدأت نورا تساعد صديقتها، وأصبح عندهم شعار جديد:
“أجسامنا مش أسرار… وصوتنا أقوى من الخوف!”
الرسالة الختامية للأهل والأطفال
أعزائي الآباء والأمهات،
الوقاية مش بس تعليم، الوقاية هي إننا نخلق مساحة آمنة للأطفال يتكلموا فيها من غير خوف.
مش لازم نحسسهم بالخجل أو الذنب، بل نعزز الثقة ونفتح باب الحوار.
وأخيرًا، عزيزي الطفل،
لو حسيت إنك مش مرتاح، أو حد لمسك بطريقة غريبة، قول:
“لا!”
وامشي فورًا!
واحكي للي بتثق فيه.