قصص جدتي : قصة أول يوم صيام.

الجدة والحكاية الجديدة
جلست الجدة فاطمة على كرسيها المفضل في وسط الغرفة، وأحاط بها أحفادها بعيون مليئة بالفضول. ابتسمت وهي تنظر إليهم، ثم قالت بحماس: “اليوم سأحكي لكم عن أول يوم صيام كامل للطفل سعيد، وكيف استطاع أن يكون بطلًا صغيرًا!”
التدريب على الصيام
كان سعيد طفلًا نشيطًا ومحبًا للاستكشاف. عندما بدأ شهر رمضان، رأى والده وأمه وأخته الكبرى يصومون، فتساءل بحماس: “متى سأصوم مثل الكبار؟”
قصص عن البطولة والتضحية : حكايات الأبطال الصغار
ابتسمت والدته وربّتت على رأسه قائلة: “أنت ما زلت صغيرًا يا سعيد، لكن سنبدأ بالتدريب تدريجيًا. ستصوم من العصر حتى المغرب، وعندما تصبح مستعدًا، ستجرب صيام يوم كامل.”
فرح سعيد بالفكرة، وبدأ بتجربة الصيام لفترات قصيرة، وكل مرة كان يشعر بالفخر لأنه يقترب خطوة من الصيام مثل الكبار.
التحدي الكبير
بعد أيام من التدريب، استيقظ سعيد في صباح أحد أيام رمضان وقرر أن يصوم يومًا كاملًا. ذهب إلى والدته وأخبرها بحماسة: “أمي، أريد أن أصوم اليوم كله مثل أبي وأختي!”
نظرت إليه والدته بفخر، لكنها سألته بحنان: “هل أنت متأكد يا سعيد؟ سيكون الأمر صعبًا بعض الشيء.”
أومأ سعيد بثقة وقال: “نعم، أريد أن أجرب، وأعدك أنني لن أشتكي!”
الصباح المليء بالنشاط
بدأ سعيد يومه كالمعتاد، فتوضأ وصلى الفجر مع والده، ثم قرأ بعض القرآن. بعد ذلك، جلس ليرسم بعض اللوحات ويكتب عن شعوره بالصيام في دفتره. كان يشعر بالحماس والنشاط، ولم يكن يفكر في الجوع أو العطش.
لكن مع مرور الوقت، بدأت معدته تصدر أصواتًا خفيفة، وشعر ببعض العطش. حاول أن يتجاهل ذلك، وذهب ليساعد والدته في تحضير طعام الإفطار.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
الساعة التي لا تمر
عند اقتراب وقت الظهر، بدأ سعيد يشعر بالتعب أكثر. جلس في الصالة يشاهد التلفاز، لكنه شعر أن الوقت يمر ببطء شديد. نظر إلى الساعة، فوجد أن هناك ساعات طويلة متبقية حتى المغرب.
ذهب إلى والدته وقال: “أمي، أشعر بالعطش قليلًا.”
ابتسمت والدته وربّتت على كتفه قائلة: “هذا طبيعي يا صغيري، لكن تذكر أنك قوي، ويمكنك أن تتحمل. هل تريد أن تقرأ معي قصة حتى ننسى الوقت؟”
وافق سعيد بسرعة، واندمج في القصة، ونسي شعوره بالجوع لبعض الوقت.
لحظات الصبر الأخيرة
عندما اقترب وقت العصر، بدأ سعيد يشعر بالضعف، لكنه لم يرد الاستسلام. صلى العصر مع والده، ثم خرجا معًا في نزهة قصيرة. كان الهواء العليل يخفف من تعبه، وعندما عاد إلى المنزل، قرر أن يأخذ قيلولة قصيرة ليستعيد طاقته.
استيقظ قبل المغرب بساعة واحدة فقط. كان التعب قد بلغ ذروته، لكنه كان مصممًا على الاستمرار. ذهب إلى المطبخ، فوجد والدته تجهز مائدة الإفطار، فساعدها في ترتيب التمر والعصائر.
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
الانتصار العظيم
أخيرًا، حان وقت الأذان! عندما سمع سعيد صوت المؤذن يقول: “الله أكبر، الله أكبر”، ابتسم بسعادة، ورفع يديه للدعاء مع والده. أخذ تمرة ووضعها في فمه، فشعر بحلاوتها تملأ قلبه بالفرح. شرب كوبًا من الماء، ثم نظر إلى والدته وقال بفخر: “لقد فعلتها! صمت يومًا كاملًا!”
عانقته والدته وقالت: “أنا فخورة بك يا سعيد، لقد أثبت أنك قوي وصبور.”
الجدة تنهي الحكاية
ابتسمت الجدة وهي تنظر إلى أحفادها، ثم قالت: “وهكذا تعلم سعيد أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو صبر وإرادة وقرب من الله. وكل طفل يمكنه أن يكون بطلًا صغيرًا مثله إذا تحلى بالإرادة والصبر!”
ضحك الأحفاد بحماس، وقال أحدهم: “أريد أن أصوم يومًا كاملًا مثل سعيد!”
فضحكت الجدة وقالت: “أنا متأكدة أنكم جميعًا أبطال!”