قصص حيوانات : البطة الأم والغراب الشرير والغراب الحكيم

قصص حيوانات : البطة الأم والغراب الشرير والغراب الحكيم

 

قصص حيوانات : البطة الأم والغراب الشرير والغراب الحكيم
قصص حيوانات : البطة الأم والغراب الشرير والغراب الحكيم

 

اللقاء الأول مع الغراب الشرير

في صباح يوم مشرق، استيقظت البطة الأم على صوت زقزقة الطيور ونسيم الهواء العليل. خرجت من عشها برفقة صغارها الثلاثة، الذين كانوا يرفرفون بأجنحتهم الصغيرة بسعادة. قادتهم نحو البحيرة القريبة لتعليمهم السباحة.

بينما كانت البطة الأم تراقب صغارها بحنان، هبط غراب أسود ضخم على غصن شجرة قريبة. نظر إليها بعينين ماكرتين وقال بصوت أجش: “لماذا تتعبين نفسكِ كثيرًا مع هؤلاء الصغار؟ دعيهم يعتمدون على أنفسهم، فهم في النهاية سيكبرون ويرحلون عنكِ.”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

رفعت البطة الأم رأسها بثقة وأجابت: “أنا أمهم، ومسؤوليتي أن أرعاهم وأعلمهم حتى يصبحوا قادرين على مواجهة الحياة.”

ضحك الغراب الشرير ساخرًا وقال: “لكن في النهاية، سيتعلمون الطيران ويتركونكِ وحدكِ.” ثم طار مبتعدًا تاركًا وراءه صدى كلماته القاسية.

نصيحة الغراب الحكيم

بعد رحيل الغراب الشرير، ظهر غراب آخر، بلون رمادي وأجنحة واسعة. هبط بجانب البطة الأم وقال بصوت هادئ: “لا تستمعي إلى كلمات ذلك الغراب الشرير، فهو لا يعرف معنى الحب الحقيقي.”

نظرت إليه البطة الأم باهتمام وسألته: “لكن، ألن يرحل صغاري عندما يكبرون؟”

ابتسم الغراب الحكيم وقال: “نعم، لكن هذا لا يعني أنهم سينسونكِ. الحب الذي تمنحينهم إياه اليوم سيظل في قلوبهم للأبد، وسيعودون إليكِ دائمًا.”

شعرت البطة الأم بالراحة وشكرت الغراب الحكيم على كلماته الطيبة. ثم نظرت إلى صغارها وهم يلعبون بسعادة في الماء، وأدركت أن حب الأم هو أقوى رابطة في هذا العالم.

موقف يثبت حب الأم

في أحد الأيام، بينما كانت البطة الأم تراقب صغارها، لاحظت أن أحدهم ابتعد عن المجموعة وسبح نحو الضفة الأخرى حيث كان الغراب الشرير يختبئ بين الأغصان. قبل أن تتمكن من مناداته، انقض الغراب الشرير محاولًا الإمساك بالصغير بمخالبه الحادة.

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

دون تردد، اندفعت البطة الأم بسرعة ورفرفت بجناحيها بقوة، ثم صاحت بصوت عالٍ لتخيف الغراب الشرير. حاول الغراب الإمساك بالصغير، لكن البطة الأم هاجمته بشجاعة ودفعته بعيدًا. طار الغراب الشرير غاضبًا وهو يصرخ: “لن أترككم بسلام!”

احتضنت البطة الأم صغيرها وحملته بجناحيها بلطف. نظر إليها الصغير بعيون ممتنة وقال: “أمي، أنتِ الأقوى والأشجع!”

الحب الذي لا ينتهي

مرت الأيام وكبر الصغار وأصبحوا قادرين على السباحة والطيران. جاء اليوم الذي بدأوا فيه يستكشفون العالم بأنفسهم. شعرت البطة الأم بالحزن، لكنها تذكرت كلمات الغراب الحكيم.

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

لم يمضِ وقت طويل حتى عاد صغارها إليها، ليس لأنهم بحاجة إليها فقط، بل لأنهم أحبوها بصدق. كانوا يزورونها كل يوم، يحكون لها مغامراتهم، ويطلبون منها النصيحة.

وقفت البطة الأم تنظر إلى صغارها بفخر، وعرفت أن حب الأم لا ينتهي أبدًا. فهو يظل في القلب مهما ابتعد الأبناء، ويقودهم للعودة دائمًا.