قصص حيوانات الغابة  : تمساح اللي دايماً بيعيط 

قصص حيوانات الغابة  : تمساح اللي دايماً بيعيط

 المشهد الأول: تمساح دايمًا بيعيّط

في قلب الغابة الكبيرة، عند ضفة النهر، كان عايش تمساح اسمه طُطّا.

كان كل يوم يقعد لوحده تحت شجرة موز، يبص في المَيّة… ويعيّط.
مرة عيط لما الشمس كانت حرّاقة، وقال:

“أنا مش قادر أفتح عيني من النور”.
وبعد شوية، عيط تاني عشان مش لاقي السمك اللي بيحبه.
ولما الغيم غطّى السما، عيط وقال:
“أنا بحب الشمس، كانت فين واختفت ليه؟”

كل الحيوانات كانت بقت متعودة تشوف دموعه،
ومع الوقت، ماحدش بقى يسأله حتى “مالك؟”


 المشهد الثاني: كلام الحيوانات

في صباح يوم جديد، اجتمعت الحيوانات في الغابة وقالوا:

“التمساح ده بيبالغ! أكيد بيعيط عشان ياخد تعاطفنا”.
“إحنا خلاص مش هنسأله ولا نهتم”.

وفي مرة، وقع طُطّا وهو ماشي على الضفة، ورجله اتعورت،
ولما عيط من الوجع،
قال القرد:

“أكيد بيبالغ تاني، ده عايز يشدّ الانتباه وخلاص!”

حتى الفيل، اللي كان دايمًا طيب، بطل يقرب له.
وفي الوقت ده، بدأ طُطّا يحس بوحدة حقيقية،
لكنه فضّل يسكت… ويكمّل حياته بنفسه.


 المشهد الثالث: الصديق الحقيقي

لكن كان فيه حيوان واحد بس لسه بيقرب من طُطّا…
السلحفاة العجوز سُليم 🐢
كان بييجي له كل يوم،
يقعد معاه في صمت،
أو يسمعه وهو بيعيط،
من غير ما يسخر أو يعلّق.

وفي يوم، قال له سُليم:

“أنا يمكن أبطأ واحد في الغابة،
بس قلبي أسرع واحد يحس…
وعارف إن دموعك حقيقية.”

لكن فجأة، سُليم اختفى يومين.
بعد كده وصلت أخبار حزينة:

“سُليم تعبان جدًا… وحالته مش كويسة.”
طُطّا جري على بيت السلحفاة،
بس للأسف… كان فات الأوان 💔


 المشهد الرابع: دموع من القلب

في صباح اليوم التالي،
وقعد طُطّا لوحده على صخرة عند البحيرة.
ماكانش بيبكي زيه كل يوم…
المرة دي كان بيبكي من قلبه بجد.
صوت بكاؤه كان هادي، لكنه مؤلم.
الطيور وقفت تغني،
الأرانب وقفوا لعب،
وحتى القرد… سكت لأول مرة.

العصفورة الصغيرة “ليلى” قالت:

“أنا عمري ما شفت دموعه كده… شكلها مختلفة.”
والبطة قالت:
“اللي بيخسر حد غالي، قلبه بيتكلم بدموع.”

كل الحيوانات بدأت تحس إنه مش بيبالغ…
دي دموع فقد… مش تمثيل.


 المشهد الخامس: لحظة التغيير

من بعدها، الحيوانات قررت تراجع نفسها.
بدأوا يتجمعوا حوالين طُطّا،
وقالوا له:

“آسفين… ماكناش فاهمينك.”
طُطّا مسح دموعه وقال بهدوء:
“أنا مش عايز حد يواسيني…
أنا بس كنت محتاج حد يسمعني.”

بعدها بأيام، الحيوانات بقت تيجي له وتقعد معاه،
يسألوه عن يومه، ويسمعوا حكايته،
وبقى هو كمان يسمعهم لما يزعلوا أو يفرحوا.
الغابة اتعلمت درس كبير.


 النهاية: الحكمة

من يومها، الغابة ما بقتش زي زمان.
بقى فيه احترام أكتر لمشاعر بعض،
وماحدش بقي يسخر من دمعة…
ولا يستعجل في الحكم على حد.

“مش كل دمعة معناها ضعف،
وأوقات الصمت أصدق من ألف كلمة.”
“والقلب… دايمًا له لغته الخاصة.”