قصص حيوانات : قصة الحصان النبيل والجحش الصغير

قصص حيوانات : قصة الحصان النبيل والجحش الصغير.

 

قصص حيوانات : قصة الحصان النبيل والجحش الصغير
قصص حيوانات : قصة الحصان النبيل والجحش الصغير

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

الجحش الصغير وحكمة الحصان 

حكاية الإسطبل
في أحد الأرياف الجميلة، كان هناك إسطبل كبير يعيش فيه مجموعة متنوعة من الحيوانات، منها الحمير، والخيول، وبعض الجحاش الصغيرة. كان الجو دائمًا مليئًا بالنشاط، وكانت الحيوانات تتعاون في الأعمال اليومية. بين تلك الحيوانات، كان هناك جحش صغير يدعى “فرحان”.

فرحان كان خجولًا بطبعه، يميل إلى العزلة، ولا يعرف كيف يعبّر عن نفسه أو يدافع عن حقوقه. للأسف، استغل بعض الحمير في الإسطبل ذلك، فكانوا يهينونه ويضحكون عليه. كانوا يلقبونه بـ”الجحش الصغير الضعيف”، وكان فرحان يتحمل الإهانات بصمت، معتقدًا أن هذا هو الوضع الطبيعي.

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

الحصان النبيل
وسط هذا الجو المليء بالسخرية، كان هناك حصان نبيل يُدعى “رعد”. رعد كان حصانًا قويًا وأنيقًا، معروفًا بين الحيوانات بطيب قلبه وعدله. عندما رأى رعد كيف يعامل الآخرون فرحان، شعر بالحزن عليه، وقرر أن يتقرب منه ليعلمه كيف يحترم نفسه ويثق بها.

بدأ رعد يُظهر لفرحان المودة والاحترام. كان يقضي وقتًا طويلًا معه، يعلمه كيف يعمل بجد وكيف يتعامل مع الآخرين بثقة. قال له ذات يوم: “فرحان، أنت تستحق الاحترام. لا تدع أحدًا يهينك أو يقلل من قيمتك.”

فرحان لا يميز بين المحبة والإهانة
رغم كل ما فعله رعد من أجله، لم يكن فرحان يدرك قيمة هذا الصديق النبيل. على العكس، كان فرحان يظل يركض خلف الحمير الذين يهينونه، يحاول إرضاءهم بأي طريقة، ويترك الحصان رعد وحيدًا.

كان الحمير يزدادون تماديًا في إهانة فرحان كلما أظهر لهم الاحترام، بينما كان فرحان يعتبر هذا سلوكًا طبيعيًا. في الوقت نفسه، بدأ فرحان يتعامل مع رعد بلامبالاة، ظنًا منه أن الحصان سيظل طيبًا معه مهما فعل.

لحظة الانفصال
في يوم من الأيام، شعر رعد بالإحباط. لاحظ أن فرحان لم يتغير، بل ازداد تماديًا في عدم احترامه. اقترب منه وقال: “يا فرحان، حاولت كثيرًا أن أساعدك وأعلمك أن تحترم نفسك وتفرق بين من يحبك ومن يهينك. لكنك لم تستمع لي. أنا لن أستمر في علاقة لا تقدّر فيها الاحترام المتبادل.”

فرحان لم يفهم في البداية ما يقصده رعد. اعتقد أن الحصان يمزح، لكنه أدرك لاحقًا أن رعد لم يعد يتحدث معه أو يقضي الوقت بجانبه.

أكبر منحة مجانية لطلاب الإبتدائي من وزارة الاتصالات

الندم الكبير
مع مرور الأيام، بدأ فرحان يشعر بالوحدة. الحمير الذين كان يحاول إرضاءهم استمروا في إهانته، بينما غاب الحصان الذي كان يحترمه ويقدره. حاول فرحان أن يعود إلى رعد، لكنه وجد الحصان يرفض الحديث معه.

قال له رعد بحزم: “يا فرحان، هناك حكمة قديمة تقول: إن أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمردا. كنت أعتقد أنك ستتعلم الفرق بين الإهانة والمحبة، لكنك اخترت أن تقدر من يهينك. أنا آسف، لكن لا يمكنني أن أظل صديقًا لك بعد الآن.”

درس العمر
شعر فرحان بحزن عميق وندم شديد. أدرك أخيرًا أنه كان مخطئًا، وأنه خسر صديقًا نبيلًا بسبب تصرفاته غير الواعية. حاول كثيرًا أن يستعيد صداقته مع رعد، لكنه تعلم درسًا مهمًا: الاحترام المتبادل هو أساس العلاقات، وأنه لا يجب أن يقدر من يهينه على من يحبه.

قصة خيال علمي للاطفال : حكاية الروبوت الخجول

خاتمة القصة
منذ ذلك اليوم، بدأ فرحان يعمل على نفسه. تعلم كيف يثق بنفسه وكيف يبتعد عن من يهينه. أصبح يقدر الآخرين ويحترمهم بصدق. أما الحصان رعد، فقد ظل مثالًا للنبل والحكمة، وترك لفرحان درسًا لا يُنسى عن قيمة الاحترام والحكمة في التعامل مع الآخرين.

اترك رد