قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة

قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة
قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة

البداية

في صباح يوم مشمس في الرياض، كان الطفل سامي مع والده في السيارة. كان سامي سعيدًا جدًا، فقد كان في رحلة طويلة مع أبيه إلى مكة المكرمة. كان أبو سامي يبتسم وهو يقود السيارة، بينما كان سامي ينظر من نافذة السيارة إلى المناظر الجميلة التي تمر أمامه.

“أبي، هل سنصل إلى مكة قريبًا؟” سأل سامي بحماس.

ابتسم الأب وقال: “نعم يا سامي، ولكن قبل أن نصل، دعني أخبرك عن شيء مهم جدًا.”

يوم عرفة

جلس سامي في المقعد المجاور لوالده، وكان مستعدًا للاستماع إلى القصة. بدأ الأب يقول: “يا سامي، اليوم الذي نعيشه اليوم هو يوم عرفة، وهو من أعظم الأيام في السنة.”

قصص جدتي : قصة أول يوم صيام

“هل تعرف ما هو يوم عرفة؟” سأل الأب.

أجاب سامي وهو يفكر: “لا أعرف، هل هو يوم خاص؟”

سبب التسمية

قال الأب: “نعم يا سامي، يوم عرفة سمي بهذا الاسم لأن الحجاج يقفون على جبل عرفة في هذا اليوم. هذا الجبل يُعتبر مكانًا خاصًا، لأنه كان المكان الذي تعارف فيه آدم وحواء بعد أن أُخرجوا من الجنة.”

أذهل سامي مما سمع وقال: “هل هذا صحيح؟ الجبل الذي تعرف فيه آدم وحواء؟”

أجاب الأب: “نعم، وهو يحمل ذكرى عظيمة، ولهذا السبب نُسميه يوم عرفة.”

فضل يوم عرفة

 

قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة
قصص دينية للاطفال : قصة يوم عرفة

 

أخذ الأب نفسًا عميقًا قبل أن يواصل: “ولكن يا سامي، يوم عرفة ليس مجرد يوم عادي. إنه يوم عظيم في الإسلام، لأنه اليوم الذي يُغفر فيه ذنوب المسلمين. وفيه يدعو المسلمون الله، ويطلبون المغفرة والرحمة.”

قال سامي وهو ينصت بتركيز: “أبي، لماذا هذا اليوم بالذات؟”

ابتسم الأب وقال: “لأن في يوم عرفة، يرفع الله دعاء عباده، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، فهو يوم عظيم فيه أجر كبير.”

أعمال يوم عرفة

“في هذا اليوم، يجب على المسلمين أن يكثروا من الدعاء والاستغفار”، قال الأب. “ومن السنة أيضًا صيام يوم عرفة، خاصة لأولئك الذين لا يؤدون فريضة الحج. لأن صيامه يكفر سنتين: السنة الماضية، والسنة القادمة.”

قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

قال سامي وهو يشعر بحماس: “إذن، يمكننا أن نصوم هذا اليوم لنحصل على الأجر الكبير؟”

أجاب الأب: “بالطبع، ولكن لا تنسَ أن تدعو الله في هذا اليوم، وتطلب منه ما تشاء، لأن الله يحب أن يسمع دعاء عباده في هذا اليوم المبارك.”

الرحلة إلى مكة

بينما كانت السيارة تقترب من مكة المكرمة، بدأ سامي يتخيل نفسه وهو يقف مع الحجاج على جبل عرفة. كان يتخيل كيف أن المسلمين جميعًا يرفعون أيديهم إلى السماء في ذلك اليوم، ويدعون الله أن يغفر لهم ويسامحهم. شعر قلبه بالسلام والهدوء، وأصبح لديه فهم أعمق لفضل هذا اليوم.

قال الأب: “أنت على صواب يا سامي، وكلما تقف على جبل عرفة، تشعر بأنك قريب جدًا من الله. هذا هو يوم العفو والمغفرة.”

مغفرة الله ورحمته

ثم أضاف الأب: “وفي هذا اليوم أيضًا، يُعتق الكثير من المسلمين من النار، ويغفر الله لهم كل ما سبق من ذنوبهم. لذا، هو يوم مميز للغاية.”

أجاب سامي وهو يفكر في كلام والده: “إذا، هذا اليوم هو يوم الفرص، يوم المغفرة، والرحمة، أليس كذلك؟”

ابتسم الأب وقال: “نعم يا سامي، إنه يوم التوبة والرجوع إلى الله.”

الختام

وصلوا أخيرًا إلى مكة، وكانت المدينة المقدسة تتألق في ضوء الشمس. بدأ سامي يشعر بقلوب الناس حوله، وكان يحمل في ذهنه ما سمعه من والده عن يوم عرفة. شعر بشعور عميق في قلبه، وكأنه قد بدأ يفهم معنى المغفرة والتوبة بشكل أعمق.

وفي نهاية اليوم، بينما كانوا يستعدون لأداء مناسك الحج، قال سامي: “أبي، أريد أن أدعو الله في هذا اليوم، وأطلب منه أن يغفر لي ويغفر لجميع الناس.”

أجاب الأب: “هذا هو أفضل شيء يمكنك فعله يا سامي. فالدعاء في يوم عرفة له مكانة عظيمة.”


الدروس المستفادة

وبينما كانت الشمس تغرب في مكة، كان سامي يشعر بالسلام الداخلي. فقد تعلم اليوم أن يوم عرفة ليس مجرد يوم عادي، بل هو يوم مغفرة ورحمت الله، يوم التوبة والدعاء، الذي يفتح أبواب السماء للمسلمين.

ومنذ ذلك اليوم، صار سامي يترقب يوم عرفة كل عام، ويعرف قيمته العظيمة.