قصص رمضانية : أزمة مواصلات قبل الإفطار
المشهد الأول: السباق مع الزمن
قبل أذان المغرب بساعة، كان “عمرو” يقود سيارته مسرعًا عبر شوارع المدينة، محاولًا الوصول إلى منزله قبل الإفطار. في البداية، كان يعتقد أن بإمكانه الوصول بسهولة، ولكن سرعان ما اكتشف أن الأمور ليست كما توقع. فمع مرور الدقائق، بدأت الزحمة تزداد، وأصبحت السيارات تتحرك ببطء شديد، مما جعله يشعر بالتوتر.
المشهد الثاني: القلق يتزايد
ومع مرور الوقت، بدأ عمرو يشعر بالعطش والجوع. في الحقيقة، لم يكن الإفطار هو الشيء الوحيد الذي يقلقه، بل أيضًا خيبة الأمل التي سيشعر بها أفراد عائلته إذا لم يصل في الوقت المناسب. كان ينظر إلى الساعة بين الحين والآخر، وكلما مرت دقيقة إضافية، زاد قلقه. بالإضافة إلى ذلك، كان صوت منبهات السيارات يملأ المكان، مما جعله أكثر توترًا.
المشهد الثالث: مفاجأة عند الإشارة
وفي أثناء انتظاره عند إحدى الإشارات المزدحمة، لاحظ شيئًا لم يكن يتوقعه. فجأة، رأى مجموعة من الشباب يقفون على جانب الطريق، يحملون عبوات ماء وعلب تمر، ويوزعونها على السائقين العالقين في الازدحام. في البداية، لم يصدق عمرو ما يرى، ولكنه سرعان ما أدرك أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا سوى متطوعين قرروا مساعدة الصائمين الذين تأخروا عن الإفطار.
المشهد الرابع: درس في العطاء
عندما وصل إليه أحد الشباب، ابتسم له وأعطاه كيسًا صغيرًا يحتوي على تمر وزجاجة ماء باردة. في تلك اللحظة، شعر عمرو بالامتنان الشديد. على الرغم من أنه كان متوترًا وغاضبًا قبل لحظات، إلا أن هذا الفعل البسيط جعله يدرك أن الخير موجود في كل مكان. بالإضافة إلى ذلك، أدرك أن رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا شهر العطاء والمشاركة.
المشهد الخامس: تغيير في النظرة
بعد أن تناول التمر وشرب الماء، هدأ تمامًا. على الرغم من أنه لم يصل إلى المنزل بعد، إلا أنه شعر براحة لم يكن يتوقعها. ليس ذلك فحسب، بل بدأ يفكر في كيفية رد الجميل. ربما، في يوم آخر، يمكنه أن يكون هو الشخص الذي يوزع التمر على الآخرين. وبالفعل، قرر أن يجعل هذا جزءًا من عاداته الرمضانية.
مع أذان المغرب، أدرك عمرو أن رمضان ليس فقط عن الوصول إلى الإفطار في الوقت المحدد، بل هو أيضًا عن مشاركة اللحظات مع الآخرين، حتى لو كانوا غرباء. وهكذا، تعلم درسًا لن ينساه أبدًا: أحيانًا، أبسط الأفعال يمكن أن تترك أثرًا كبيرًا في حياة شخص آخر.