قصص رمضانية: صدقة بحب.. هدية لا تُنسى
المشهد الأول: الفكرة تولد
في ليلة هادئة من ليالي رمضان، جلست هبة تتأمل الزينة المضيئة في شرفات البيوت، بينما كانت رائحة الطعام اللذيذ تنتشر في الأجواء. في هذه الأثناء، كانت تفكر في عيد الأم القادم، لكنها أرادت أن تكون هديتها مختلفة هذا العام. وبينما كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فجأة، وقعت عيناها على منشور عن فضل الصدقة في رمضان. عندها، خطرت لها فكرة رائعة!
المشهد الثاني: التنفيذ بحب
في صباح اليوم التالي، أسرعت هبة إلى والدها وأخبرته بفكرتها بحماس:
– “بابا، عاوزة أعمل صدقة طعام للفقراء باسم ماما، وأطبع صورة جميلة لها مع رسالة جميلة، وأوزعها على الناس بحيث أنه كل ما حد ياكل يدعيلها!”
عندئذ، ابتسم والدها وقال بحماس: “فكرة رائعة، يا هبة! بالتالي، هتكون هدية مثالية في رمضان وعيد الأم معًا!”
على الفور، بدأت هبة في البحث عن مطعم موثوق لإعداد وجبات إفطار للصائمين، ثم تواصلت مع إحدى الجمعيات الخيرية لتوزيع الطعام. لم تكتفِ بذلك، بل صممت بطاقات صغيرة تحمل عبارة:
“هذه الوجبة مقدمة عن هدية ل أمي الحبيبة، فادعوا لها بالخير والسعادة.”
المشهد الثالث: لحظة المفاجأة
مع اقتراب أذان المغرب، حملت هبة وجبات الطعام وتوجهت مع والدها إلى المكان المتفق عليه. وعندما رأت الأشخاص يأخذون الطعام بسعادة، شعرت بفرحة لا توصف. ليس ذلك فحسب، بل كانوا يقرؤون البطاقة ويقولون:
– “الله يبارك في هذه الأم الطيبة ويجعلها من السعداء!”
عند هذه اللحظة، شعرت هبة أن قلبها يمتلئ دفئًا لم تشعر به من قبل.
المشهد الرابع: دموع الفرح
في ليلة عيد الأم، قدمت هبة لوالدتها ألبومًا صغيرًا يحتوي على صور الصدقة وابتسامات الناس وهم يتسلمون الطعام. وعندما نظرت الأم إلى الصور بعيون دامعة، قالت بتأثر:
– “هبة، هذه أجمل هدية حصلت عليها في حياتي… كم أنا فخورة بكِ!”
على الفور، احتضنتها هبة وهمست: “كل عام وأنتِ أجمل أم… وأتمنى أن يجعل الله كل حسنات الصدقة في ميزانك يا ماما.”
المشهد الخامس: دعوات لا تنتهي

منذ ذلك اليوم، قررت هبة أن تجعل الصدقة عادة رمضانية باسم والدتها كل عام، ومن ثم، أدركت أن أجمل الهدايا ليست في قيمتها المادية، وإنما في أثرها العميق في القلوب.
وبهذا، أصبح رمضان هذا العام أكثر تميزًا، إذ أنه جمع بين الحب، والبر، والصدقة، والسعادة الحقيقية.