قصص رمضانية : قصة أصغر متطوع في المسجد
المشهد الأول: أمير والذهاب إلى المسجد
في كل يوم من أيام رمضان، كان والد أمير يأخذه معه إلى المسجد لصلاة التراويح. لكن أمير، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، كان يشعر بالملل سريعًا. فهو يحب اللعب مع أصدقائه أكثر من الجلوس في المسجد لفترة طويلة.
وفي إحدى الليالي، وبينما كان والده يتهيأ للذهاب إلى المسجد، قال أمير متذمرًا:
“لماذا يجب أن أذهب كل يوم؟ أنا لا أفعل شيئًا هناك!”
ابتسم والده وقال بحنان:
“المسجد ليس فقط للصلاة، بل هو بيت الله، وكل من يعتني به يكون ضيفًا مميزًا عند الله.”
لم يفهم أمير تمامًا ما يقصده والده، لكنه ذهب معه على أي حال.
المشهد الثاني: الإمام يبحث عن متطوع
عندما وصلا إلى المسجد، لاحظ أمير الإمام وهو يتحدث مع مجموعة من المصلين قائلًا:
“نحتاج إلى من يساعدنا في ترتيب المصاحف وتنظيف المسجد بعد التراويح، فمن يريد الأجر في هذا الشهر المبارك؟”
في البداية، لم يهتم أمير كثيرًا، لكنه لاحظ أن بعض الرجال والشباب بدأوا بالمساعدة، فشعر بالفضول. ثم، عندما رأى طفلًا أكبر منه بقليل يحمل بعض المصاحف ويرتبها، فكر:
“لماذا لا أجرب؟ ربما يكون الأمر ممتعًا!”
المشهد الثالث: التجربة الأولى
ببطء، اقترب أمير من الإمام وقال بخجل:
“هل يمكنني المساعدة أيضًا؟”
ابتسم الإمام وقال بلطف:
“بالطبع، يا أمير! كل عمل صغير في بيت الله له أجر كبير، خاصة في رمضان.”
بدأ أمير بترتيب المصاحف مع الصبي الآخر، ثم ساعد في تنظيف السجاد، ووضع الأحذية في مكانها. وعلى الرغم من أنه كان متعبًا قليلًا، إلا أنه شعر بسعادة غريبة في قلبه.
المشهد الرابع: التقدير والشعور بالفخر
بعد أيام قليلة، اعتاد أمير على المساعدة كل ليلة بعد الصلاة. وفي أحد الأيام، وبينما كان يضع المصاحف في أماكنها، اقترب منه أحد كبار السن في المسجد وقال له بابتسامة:
“بارك الله فيك، يا بني. المسجد يبدو أجمل بفضل مساعدتك.”
في تلك اللحظة، شعر أمير بشيء جديد… كان هذا الإحساس مختلفًا عن متعة اللعب أو الفوز في سباق مع أصدقائه. لقد شعر بالفخر لأنه يفعل شيئًا مفيدًا، وليس فقط لنفسه، بل لكل من يأتي للصلاة.
المشهد الخامس: المفاجأة في ليلة العيد
مع اقتراب نهاية رمضان، دعا الإمام جميع المتطوعين الصغار، وبينهم أمير، وقدم لهم شهادات تقدير صغيرة وبعض الحلوى. ثم قال لهم:
“أنتم صغار في السن، لكنكم كبار في أفعالكم. جزاكم الله خيرًا على خدمتكم لبيت الله.”
حينها، نظر أمير إلى والده بابتسامة واسعة، وقال بحماس:
“أبي، أريد أن أستمر في هذا حتى بعد رمضان!”
ابتسم والده بفخر وربت على كتفه قائلًا:
“هكذا يكون رمضان، يعلمنا الخير الذي يبقى معنا طوال العام.”
الدرس المستفاد من قصة أصغر متطوع في المسجد
وهكذا، أصبح أمير أصغر متطوع في المسجد، وتعلم أن العمل الصالح لا يقتصر على الصلاة والصيام فقط، بل يمتد ليشمل كل ما يجعل حياة الآخرين أفضل. والآن، لم يعد يشعر بالملل في المسجد، بل ينتظر كل ليلة بفارغ الصبر ليكمل مهمته الجديدة بكل حب.
وهكذا، فهم أمير أن الخير الذي يبدأ في رمضان يمكن أن يستمر إلى الأبد… فقط إن قررنا ذلك!