قصص رمضانية : قصة المسحراتي الصغير

قصص رمضانية : قصة المسحراتي الصغير 🥁

المشهد الأول: بداية الحكاية

في أحد الأحياء القديمة، كان هناك رجل مسن يُدعى “الجد حسن”، يعمل مسحراتيًا منذ سنوات طويلة. كان الجميع ينتظر صوته وطبله كل ليلة في رمضان، فهو لا يوقظ الناس فقط، بل ينشر البهجة بينهم. كان حفيده “عمرو”، البالغ من العمر 10 سنوات، يعشق مشاهدة جده وهو يسير في الأزقة، يدق الطبل ويردد الأناشيد الرمضانية.

ولكن في ليلة من ليالي رمضان، حدث ما لم يكن في الحسبان. استيقظ عمرو ليجد جده طريح الفراش بسبب نزلة برد شديدة. لم يستطع الجد النهوض، فشعر عمرو بالحزن. لكنه فجأة خطرت له فكرة! لا يمكن أن يمر رمضان بدون صوت المسحراتي، لذا قرر أن يأخذ مكان جده، لكن دون أن يخبر أحدًا!

المشهد الثاني: أول ليلة كمسحراتي

في تلك الليلة، ارتدى عمرو جلباب جده الكبير وحمل الطبل بين يديه، ثم بدأ رحلته في شوارع الحي. في البداية، كان متوترًا، لكن مع كل دقة على الطبل، زاد حماسه. كان يقلّد صوت جده بحماس، وينادي:
“اصحى يا نايم.. وحد الدايم!”

على الرغم من ذلك، لم يكن الأمر سهلًا. كان الطبل أثقل مما توقع، والسير في الأزقة المظلمة وحده كان مخيفًا. ومع ذلك، واصل مهمته بكل شجاعة، فهو لا يريد أن يخيب ظن جده.

المشهد الثالث: مفاجآت غير متوقعة

أثناء سيره، لاحظ عمرو أن هناك طفلًا صغيرًا ينظر إليه من نافذة منزله، ثم قال له بصوت ناعس:
— “أنت مش المسحراتي الحقيقي! فين الجد حسن؟”

تردد عمرو قليلًا، لكنه أجاب مبتسمًا:
— “جدي مريض اليوم، وأنا جئت بدلاً منه!”

فجأة، بدأ الأطفال في النوافذ يصفقون له بحماس، وكان بعضهم يخرج ليعطيه التمر والماء كهدية شكر. شعر عمرو بالسعادة، وأدرك أن المسحراتي ليس مجرد شخص يدق الطبل، بل هو جزء من أجواء رمضان الجميلة.

المشهد الرابع: دروس في العطاء

في طريق عودته، وجد رجلًا مسنًا يجلس وحيدًا على عتبة بيته. اقترب منه عمرو وسأله بلطف:
— “لماذا تجلس وحدك، يا عم؟”

ابتسم الرجل بحزن وأجاب:
— “أعيش وحدي، ولم يوقظني أحد للسحور منذ زمن.”

دون تردد، قرر عمرو أن يعود إليه كل ليلة ليوقظه بنفسه، ويشاركه بعض التمر الذي حصل عليه. وهنا، أدرك أن دوره ليس فقط في إيقاظ الناس، بل في إدخال السعادة إلى قلوبهم.

المشهد الخامس: فرحة الجد حسن

عند الفجر، عاد عمرو إلى المنزل متعبًا لكنه سعيد. دخل إلى غرفة جده وقال له بفخر:
— “جدّي، لم يفتقدك أحد الليلة، لأنني كنت هناك!”

نظر الجد إليه بعينين دامعتين، ثم احتضنه قائلاً:
— “أحسنت يا عمرو! أنت لم تكن فقط مسحراتيًا، بل كنت صانع فرح!”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح عمرو يساعد جده في التسحير كل ليلة، ليتعلم أن حتى الأطفال يمكنهم أن يكونوا أبطالًا في مجتمعهم، فقط إذا قرروا ذلك.

الحكمة: حتى أصغر شخص يمكنه أن يكون له دور كبير في المجتمع