قصص رمضانية : قصة لقمة من ذهب

قصص رمضانية : قصة لقمة من ذهب

المشهد الأول: إفطار ناقص

كان صوت الأذان يملأ الأجواء بروحانية رمضان، والموائد ممتلئة بالأطباق الشهية. جلست ريمان بجوار جدتها تنتظر الإفطار، لكنها سرعان ما لاحظت طبق الخبز أمامها.

“تيتة، ليه محطتيش خبز طازة؟ ده ناشف وقديم!”

نظرت الجدة إليها بحنان وقالت:

“لكنه ما زال صالحًا للأكل يا ريمان، والخبز نعمة لا تُرمى هكذا.”

لكن ريمان لم تقتنع، فهزّت رأسها بإصرار ودفعت الطبق بعيدًا، ثم بدأت تتناول طعامها غير مكترثة.

المشهد الثاني: رحلة تحت أنوار رمضان

بعد صلاة التراويح، أمسكت الجدة بيد ريمان قائلة:

“تعالي معي، سأريك شيئًا لن تنسيه.”

سارتا معًا في الشوارع المضاءة بفوانيس رمضان، وبينما كان الناس يتبادلون التهاني بالشهر الكريم، عبرتا زقاقًا ضيقًا حيث جلس أطفال بملابس متسخة، يضحكون رغم التعب والجوع.

توقفت الجدة عند زاوية المسجد حيث تجمّع بعض الأطفال حول طبق به قطع خبز يابسة، وكانت الفرحة تملأ عيونهم.

المشهد الثالث: الإفطار الذي تأخر

قال طفل صغير وهو يمسك بقطعة خبز بحب:

“وأخيرًا هنفطر! الحمد لله!”

نظرت ريمان إليهم بدهشة وسألتهم:

“إنتوا فرحانين بالعيش ده؟ ده ناشف!”

ابتسمت فتاة صغيرة وقالت:

“كنا صايمين طول اليوم ومش عارفين هنفطر على إيه، ولما لقينا العيش ده حسّينا إننا أغنياء!”

شعرت ريمان بوخزة في قلبها، كيف رفضت شيئًا يتمنونه هم؟

المشهد الرابع: طعم النعمة

في طريق العودة، ظلت ريمان صامتة، وأخيرًا التفتت إلى جدتها وقالت بصوت خافت:

“تيتة، كنت غلطانة… أنا ما كنتش مقدّرة النعمة اللي عندنا.”

ابتسمت الجدة وربّتت على كتفها بحنان:

“الحمد لله إنك فهمتي، رمضان مش بس صيام عن الأكل، ده صيام عن التبذير والجحود كمان.”

في اليوم التالي، جلست ريمان أمام مائدة الإفطار، ونظرت إلى طبق الخبز بعين مختلفة. هذه المرة، مدّت يدها وأخذت قطعة منه، ثم نظرت إلى جدتها وابتسمت:

“خبز الأمس… طعمه لذيذ جدًا اليوم!”

وهكذا، تعلّمت ريمان درسًا  من قصة لقمة من ذهب  لن تنساه أبدًا: احترام النعمة، لأن ما نعتبره قليلًا قد يكون كنزًا في يد غيرنا.