قصص صراع : حكاية الحرب والسلام

أسئلة طفل بريء

في إحدى الليالي، جلس آدم بجانب والده يشاهد الأخبار. ظهرت صور لمدن مدمرة، ووجوه حزينة، وأطفال يبكون وسط الأنقاض. شعر آدم بالحيرة، فالتفت إلى والده وسأله بصوت مرتجف:
“بابا، ليه العالم بيتقاتل؟ ليه في ناس بتحارب بعض؟”

نظر الأب إلى وجه ابنه الصغير، وتنهد بعمق. كان يعلم أن الإجابة ليست سهلة، لكنها ضرورية. فكر قليلًا، ثم قال: “يا آدم، الحروب كانت موجودة من زمان، وأسبابها كتيرة. بس في سببين كبار بيخلوا الناس يتقاتلوا.”

قصص اطفال : القائد الرائع وروح الفريق الواحد

الطمع والرغبة في السيطرة

رفع الأب الريموت كنترول وخفض صوت التلفاز، ثم قال: “أول سبب هو الطمع. في ناس بيكون عندهم كل اللي محتاجينه، لكنهم عايزين أكتر. عايزين أرض مش أرضهم، عايزين كنوز غيرهم، وعايزين يتحكموا في الضعفاء. الطمع دايماً بيخلّي الناس تدخل في صراعات كبيرة، لأن كل واحد عايز يكون الأقوى.”

أشار الأب إلى الشاشة حيث كانت هناك مشاهد لجيوش تتقدم، وأكمل حديثه: “في ملوك وقادة كتير عبر التاريخ حاربوا لمجرد إنهم عايزين النفوذ والسلطة. لكن في النهاية، القوة الحقيقية مش بالسلاح، القوة الحقيقية في العدل والسلام.”

الدفاع عن النفس وردّ الاعتداء

تأمل آدم كلام والده، لكنه لاحظ شيئًا آخر في الأخبار. بعض الناس لم يكونوا البادئين بالحرب، بل كانوا يدافعون عن بيوتهم. فسأل بحيرة: “طب والناس اللي مش عايزين يحاربوا، ليه بيتورطوا في الحرب؟”

ابتسم الأب بحزن وقال: “أحيانًا، الحرب بتكون دفاع عن النفس. في ناس مسالمة، عايشة في أمان، لكن بييجي حد يحاول يعتدي عليهم. في الوقت ده، لازم يدافعوا عن نفسهم، عن أرضهم، عن أهلهم. لأن السكوت عن الظلم بيخلي المعتدي يتمادى أكتر.”

نظر آدم إلى الشاشة مجددًا، ثم قال: “يعني مش كل الحروب شريرة؟”

هز الأب رأسه وقال: “بالضبط، مش كل الحروب ظالمة. في حروب بتحصل علشان توقف الظلم، وعلشان تحمي الضعفاء. بس حتى الحروب اللي بتحصل للسبب ده بتكون مؤلمة، لأنها بتسبب فقدان ناس غاليين.”

التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية

حكمة الله في دفع الناس بعضهم ببعض

سكت الأب للحظات، ثم قال بهدوء: “ربنا بحكمته بيقول في القرآن: “ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”… يعني لو مفيش حد يوقف الظالم، كان العالم كله بقى خراب.”

اتسعت عينا آدم وقال: “يعني لازم يكون في ناس بتحارب الشر علشان الخير يفضل موجود؟”

أومأ الأب برأسه وقال: “بالضبط، لو مفيش ناس شجاعة بتدافع عن الحق، كان الطغاة سيطروا على كل شيء. أحيانًا، الحرب بتكون شر لابد منه، علشان الناس تعيش في سلام بعد كده.”

حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

أمل في المستقبل

فكر آدم قليلًا، ثم قال: “بس يا بابا، مش ممكن العالم يبقى من غير حروب؟ مش ممكن الناس تحل مشاكلها بالكلام بدل القتال؟”

ابتسم الأب وربت على رأس ابنه وقال: “ده الحلم الكبير يا آدم. كل إنسان صالح بيتمنى يعيش في عالم بدون حروب. وعلشان كده، لازم نكون إحنا ناس مسالمين، نحاول نحل مشاكلنا بالحوار والعقل، ونساعد غيرنا بدل ما نحاربهم.”

نظر آدم إلى التلفاز مرة أخرى، لكن هذه المرة، لم يرَ فقط الدمار، بل بدأ يفكر في الحلول. قرر أنه عندما يكبر، سيعمل من أجل السلام، حتى لا يسأل أطفاله نفس السؤال الذي سأله لوالده اليوم.