قصص عبرة للاطفال : الصديقان وسر الإرادة القوية والعزيمة

الصديقان والعبرة العظيمة
بداية القصة
في إحدى المدارس الجميلة، كان هناك طالبان يجلسان في نفس الصف. الأول يُدعى عمر، وهو فتى نشأ في عائلة غنية تملك كل ما يحتاجه وأكثر. أما الثاني، فهو سامي، طفل بسيط يعيش مع أسرته في منزل صغير، حيث يعمل والده بجد ليؤمن لهم قوت يومهم.
اختلاف الظروف
كان عمر يأتي إلى المدرسة كل يوم مرتديًا ملابس أنيقة وحذاءً جديدًا، يحمل حقيبة مليئة بالأدوات المدرسية الفاخرة. أما سامي، فكان يرتدي ملابس قديمة لكنها نظيفة، وحذاؤه كان مهترئًا بعض الشيء، لكنه لم يشكُ أبدًا. كان عمر يجلب معه وجبات غنية ولذيذة، بينما كان سامي يكتفي برغيف خبز صغير وكوب من الشاي.
التسجيل في مبادرة براعم مصر الرقمية
الإصرار والاجتهاد
بالرغم من هذا الاختلاف الكبير، كان سامي طالبًا مجتهدًا، يبذل قصارى جهده في الدراسة. كان يقرأ الدروس مرارًا، ويستعين بأوراق قديمة ليكتب عليها ملاحظاته. لم يكن يملك مصباحًا كهربائيًا جيدًا في منزله، لكنه كان يذاكر على ضوء الشمعة. لم تكن هذه الظروف تحبطه، بل زادته إصرارًا على تحقيق النجاح.
دهشة عمر
لاحظ عمر تفوق سامي المستمر، فكان يسأل نفسه: “كيف يمكن لسامي، رغم كل هذه الصعوبات، أن يكون الأول على الصف؟!” لم يجد إجابة واضحة، فقرر أن يراقب سامي عن كثب.
الدرس القوي
ذات يوم، قرر عمر أن يزور سامي في منزله ليفهم سر اجتهاده. عندما وصل، فوجئ بالحياة البسيطة التي يعيشها صديقه. رأى والد سامي يعمل بيديه المتعبتين ليكسب لقمة العيش، ورأى كيف أن سامي يساعد أسرته بعد المدرسة قبل أن يبدأ في المذاكرة.
شعر عمر بالدهشة والتأثر، وأدرك كم هو محظوظ بامتلاك كل ما يحتاجه. لكنه أيضًا أدرك أن سامي لديه كنز لا يقدر بثمن: الإرادة القوية والعزيمة التي لا تنكسر.
قرار عمر
في اليوم التالي، ذهب عمر إلى المدرسة وهو يحمل في قلبه شعورًا جديدًا. اقترب من سامي وقال له: “أنت شخص رائع يا سامي. علّمتني اليوم درسًا لن أنساه أبدًا. لا يهم كم نملك من المال، المهم هو الاجتهاد والسعي لتحقيق الأحلام.”
بعد هذا الحديث، قرر عمر أن يساعد صديقه بطريقته الخاصة. بدأ يشاركه كتبه وأدواته المدرسية، وكان يشتري له وجبة خفيفة كل يوم دون أن يحرجه. لم يكن ذلك شفقة، بل كان حبًا واحترامًا لصديقٍ يستحق كل الدعم.
نعمة العطاء والشكر
مع مرور الأيام، أصبح الصديقان أكثر تقاربًا. كان سامي يستفيد من الأدوات التي حصل عليها، بينما كان عمر يتعلم قيمة العمل الجاد والاجتهاد. لم يكن الغنى مجرد مال، بل كان في القلب والعقل.
أصبح عمر أكثر امتنانًا لما لديه، ولم يعد يأخذ النِعَم التي يملكها كأمر مسلَّم به. بدأ يُقدّر تعب والده ووالدته، وقرر أن يكون شخصًا أفضل يساعد الآخرين كلما استطاع.
حكايات جدتي : قصة الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
الخاتمة
في نهاية العام الدراسي، وقف المدير ليعلن أسماء المتفوقين، وكان من بينهم سامي وعمر. تعانق الصديقان بسعادة، فقد تعلّما من بعضهما الكثير. أدركا أن الحياة ليست فقط امتلاك الأشياء، بل هي أيضًا العزيمة، والصداقة، والعطاء.
وهكذا، كانت تلك الصداقة خير دليل على أن الفقر قد يكون دافعًا للنجاح، وأن الغِنى الحقيقي هو غِنى الأخلاق والقلب الطيب.