قصص وحكايات لأطفال : قصة الجدة نوال تعود من الحج

قصص وحكايات لأطفال قصة الجدة نوال تعود من الحج

المشهد الأول: رجوع من الروحانية

في البداية، عاد الجو داخل بيت الجدة نوال إلى النشاط والحياة، بعد أسابيع من الغياب.
كان صباح الجمعة، والكل في حالة ترقب. عمر وسارة، أحفادها، يركضون في أرجاء البيت، يضعون الزينة ويعلّقون عبارة: “حمدًا لله على السلامة يا حاجة نوال!”

وفجأة، رنّ جرس الباب.
فتحت سارة الباب بحماس، فإذا بالجدة نوال واقفة، مبتسمة، تمسك بعصاها، ووجهها منير كأنها عادت من السماء، لا من سفر.


المشهد الثاني: الدموع قبل الكلام

بعد لحظات، احتضنتهم الجدة بقلب الأم الحنون. دموعها لم تكن فقط شوقًا، بل كانت دموع طهارة، وكأنها وُلدت من جديد.

قالت وهي تضع يدها على رأس عمر:
– “يا ولدي، الحج مش رحلة سفر… الحج رحلة قلب.”

ثم أضافت بهدوء:
– “وفي مكة، ماحدش غني ولا فقير. الكل لابس أبيض… علشان ربنا ما بيبصش للهدوم، بيبص للقلب.”


المشهد الثالث: جلسة الأسرار

بعد أن هدأت الأجواء، اجتمعت العائلة كلها حول نوال بعد الغداء.
قال عمر بفضول:
– “احكي لنا، يا تيتة… إيه أكتر حاجة علمك الحج؟”

ابتسمت نوال، ثم بدأت تقول:

🟢 “اتعلمت يا حبيبي إن الصبر مفتاح الفرج.
في الزحمة، وفي الحر، وفي المشي… اللي بيصبر، بيشوف جمال ما يتوصفش.”

🟢 “واتعلمت إن كلنا بنغلط، بس الأهم إننا نرجع ونندم ونتوب. ربنا كريم، بس إحنا اللي ساعات بننسى نرجع له.”

🟢 “والنية، يا سارة، النية أهم من الفعل نفسه. اللي طالع يعمل خير بنية صافية، ربنا بيبارك له حتى لو تعب أو مقدرش يكمل.”


المشهد الرابع: حكم من قلب الجدة

وفي تلك اللحظة، سكت الجميع ليستمعوا لحكم الجدة وكأنها مدرسة تمشي على قدمين.

قالت نوال:

🔸 “يا ولادي، خليكوا دايمًا زي زمزم… خير وبركة، بس في هدوء.”
🔸 “خليك كريم، مش عشان الناس، لكن علشان نفسك ترتاح.”
🔸 “زي ما بنرمي الجمرات في الحج، ارمو الزعل والغل والحقد من قلوبكم.”

ثم قالت بنبرة مؤثرة:
– “فاكرين لما كنت بزعل لو حد زعلكم؟ دلوقتي فهمت إن الزعل عمره ما بنى قلوب، لكن السماح هو اللي بيكبرها.”


المشهد الخامس: الهدايا لها معنى

بعد قليل، فتحت نوال حقيبتها، ووزعت الهدايا:

🟣 مسبحة لعمر، وقالت له:
– “كل حبة فيها ذكر، وكل ذكر فيها طمأنينة.”
🟣 وسجادة لسارة، وقالت لها:
– “افرديها كل يوم حتى لو بس ٥ دقايق… الصلاة بتحافظ على القلب زي ما الغطا بيحافظ على المية.”


المشهد السادس: بداية جديدة

في اليوم التالي، تغير شيء في البيت.

– عمر بدأ يصلي بجوار والده،
– وسارة كتبت دعاء صغير وعلّقته فوق سريرها،
– أما الأم، فبدأت تردد الأذكار بصوت منخفض وهي ترتّب المنزل.

وهكذا، أثّرت رحلة الحج في الجدة نوال، لكنها غيّرت عائلة كاملة.


المشهد الأخير: حكاية بتكبر كل يوم

وفي نهاية اليوم، كانت نوال تكتب في دفترها الخاص:

✍️ “ربنا كتب لي أزور بيته، بس الرسالة الحقيقية إننا نعيش كل يوم وكأننا بنزوره… في كلامنا، في نيتنا، وفي تعاملنا مع الناس.”

وهكذا، لم تكن الجدة نوال فقط حاجة، بل كانت مرشدة، ورسالتها وصلت لأجيال بعدها… بدون وعظ مباشر، ولكن بحب، ودفء، وصدق.