قصص وحكايات لأطفال : قصة وقتي ملكي

قصص وحكايات لأطفال : قصة وقتي ملكي

المشهد الأول: بداية متعثّرة

في صباح يوم دراسي جديد، استيقظت ليلى متأخرة على غير عادتها، إذ لم تسمع صوت المنبّه في الوقت المحدد. فتحت عينيها بفزع، ونظرت إلى الساعة لتجد أنها تأخرت كثيرًا عن موعد استعدادها للمدرسة. هرعت بسرعة من سريرها، وبدأت في ارتداء ملابسها على عجل، دون أن تفكّر في تناول وجبة الإفطار التي كانت والدتها قد أعدّتها لها ككل صباح.

في أثناء ذلك، نادت عليها والدتها قائلة: “ليلى، لا تنسي فطورك، فهو مهم قبل الذهاب إلى المدرسة.”
إلا أن ليلى ردّت على عجلة قائلة: “ليس لدي وقت الآن، لقد تأخرت، وسأذهب فورًا.”

وفي طريقها إلى المدرسة، شعرت ليلى بصداع خفيف وتعب شديد نتيجة عدم حصولها على قسط كافٍ من النوم، بالإضافة إلى تخطيها وجبة الإفطار، مما جعل يومها الدراسي أكثر صعوبة وإرهاقًا.


المشهد الثاني: بعثرة بعد العودة

عندما عادت ليلى إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي، ألقت بحقيبتها على الأرض وجلست على الأريكة متعبة. ومن شدة إرهاقها، قررت أن تأخذ قسطًا من الراحة وتشاهد بعض مقاطع الفيديو القصيرة، ثم تلعب قليلًا على جهازها اللوحي. ورغم أنها كانت قد وعدت نفسها بأن تبدأ في أداء واجباتها الدراسية فور عودتها، إلا أن الوقت مرّ دون أن تشعر.

مرت الساعات سريعًا، وبينما كانت مستغرقة في مشاهدة الفيديوهات، دخل والدها إلى الغرفة وسألها بهدوء: “ليلى، هل انتهيتِ من واجباتك؟”

أجابت وهي تنظر إلى الساعة بقلق: “ليس بعد، سأبدأ الآن.”

لكنها فوجئت بأن الساعة قد أصبحت التاسعة مساءً، ولم تفتح حقيبتها الدراسية بعد. شعرت بالحزن والندم، وبدأت تقول لنفسها: “ضاعت ساعات يومي، ولم أحقق أي شيء مهم، كيف سأذاكر كل هذا الآن؟”


المشهد الثالث: بداية التغيير

في صباح اليوم التالي، قررت ليلى أنها لم تعد ترغب في الشعور بالفوضى والضغط الذي واجهته بالأمس. وبعد أن تناولت فطورها وجلست مع والدتها، قالت لها بصدق: “أمي، أشعر أن وقتي يضيع مني دون فائدة. أريد أن أتعلم كيف أنظّم وقتي وأستفيد منه بطريقة صحيحة.”

ابتسمت والدتها برضا وقالت: “هذا قرار ممتاز يا ليلى. تنظيم الوقت هو بداية النجاح في كل شيء. هيا بنا نضع جدولًا يساعدك على التوازن بين الدراسة والراحة واللعب.”

وبالفعل، قامت ليلى بمساعدة والدتها بتقسيم يومها إلى فترات محددة: وقت للمذاكرة، ووقت للراحة، ووقت لممارسة الأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى وقت محدد للنوم.


المشهد الرابع: يوم منظم ومريح

في اليوم التالي، عادت ليلى من المدرسة، وبدلًا من إهمال حقيبتها، قررت أن تأخذ استراحة قصيرة، ثم بدأت في مراجعة دروسها وإنجاز واجباتها الدراسية في الوقت المحدد، كما خصصت وقتًا للقراءة واللعب بعد انتهاء المذاكرة.

ولأول مرة، شعرت أن يومها يسير بهدوء دون توتر، وتمكّنت من القيام بكل ما تحب، من غير أن تُؤجّل مهامها أو تضغط على نفسها في اللحظات الأخيرة.

المشهد الخامس: التحدي المفاجئ

في أحد الأيام، وبعد مرور أسبوع على التزام ليلى بجدولها اليومي الجديد، فوجئت بأن المدرسة قد أعلنت عن اختبار مفاجئ في مادة الرياضيات في اليوم التالي. وعلى الرغم من أن الخبر كان مزعجًا بالنسبة للكثير من زملائها، فإن ليلى لم تشعر بالخوف، بل قالت لنفسها بهدوء: “الحمد لله أنني كنت أراجع دروسي أولًا بأول، والآن كل ما أحتاجه هو مراجعة سريعة فقط.”

وفي المساء، خصّصت ليلى وقتًا لمراجعة المادة بهدوء، مستخدمة الخرائط الذهنية التي كانت تكتبها خلال الأيام الماضية. وبعد أن انتهت من المراجعة، شعرت بالثقة في نفسها، وذهبت إلى النوم في وقتٍ مناسب، دون أن تضطر للسهر أو الضغط على أعصابها.

وفي صباح يوم الاختبار، كانت ليلى من أوائل الطالبات اللاتي انتهين من الحل بثقة وهدوء، وقد شعرت بارتياح شديد لأنها كانت مستعدة جيدًا.


المشهد السادس: مشاركة التجربة مع الآخرين

في نهاية الأسبوع، وأثناء أحد الحصص المخصصة للأنشطة المدرسية، طلبت المعلمة من الطالبات أن يتحدّثن عن تجربة إيجابية تعلّمن منها شيئًا مهمًا. رفعت ليلى يدها بكل حماس، وقالت: “أريد أن أشارككم بتجربتي مع تنظيم الوقت.”

ثم بدأت تروي لزميلاتها كيف كانت تعاني من التشتّت، وكيف اتخذت قرارًا بتقسيم يومها بطريقة منظمة، وكيف ساعدها هذا التغيير في الشعور بالراحة والإنجاز. وأوضحت لهن أن التوازن لا يعني أن نمنع أنفسنا من اللعب أو الراحة، بل يعني أن نمنح كل شيء حقه في وقته المناسب.

تأثرت المعلمة بكلام ليلى، وقالت: “ما قلتيه مهم جدًا يا ليلى. تنظيم الوقت مهارة أساسية ستفيدك طوال حياتك.”

وشعرت ليلى بالفخر لأنها لم تتعلم فقط كيف تنظم وقتها، بل أصبحت مصدر إلهام لمن حولها.

قصص وحكايات لأطفال : قصة وقتي ملكي