قصص رمضانية : قصة قطرة الماء والصائم الصغير

 قصص رمضانية : قصة قطرة الماء والصائم الصغير

المشهد الأول: العطش الشديد

في يوم من أيام رمضان، كان الجو حارًا جدًا، والشمس ترسل أشعتها القوية إلى الأرض. جلس عمرو في الحديقة ينظر إلى كوب الماء البارد أمامه، لكنه يعلم أنه لا يستطيع شربه لأنه صائم. شعر بالعطش الشديد، وبدأ يتساءل: “لماذا يجب أن أصبر؟ ولماذا نصوم ونحن نشعر بالجوع والعطش؟”

بينما كان يفكر، أغمض عينيه للحظة، وفجأة، سمع صوتًا رقيقًا يقول:
“لماذا تبدو حزينًا يا عمرو؟”

فتح عينيه في دهشة، فوجد أمامه قطرة ماء سحرية تلمع كحبة لؤلؤ صغيرة.

المشهد الثاني: الحديث مع قطرة الماء

نظر عمرو إلى قطرة الماء بدهشة وقال:
“أنا عطشان جدًا، وأشعر أنني لن أتحمل حتى وقت الإفطار!”

ابتسمت قطرة الماء وقالت:
“هل تعلم أن الصبر هو سر القوة الحقيقية؟ كل لحظة تصبر فيها، تكسب أجرًا عظيمًا!”

تعجب عمرو وسألها: “كيف يكون الصبر قوة؟ أشعر أنني أضعف عندما لا أشرب الماء!”

ردت قطرة الماء بلطف: “على العكس، الصبر يعني أن تتحكم في رغباتك، وتثبت أنك قوي بما يكفي لتنتظر. عندما تصبر، فإن جسدك يتعلم التحمل، وقلبك يصبح أكثر نقاءً.”

المشهد الثالث: تجربة الصبر

فكر عمرو في كلام قطرة الماء، ثم قرر أن يلهي نفسه حتى لا يشعر بالعطش. ذهب إلى غرفة المعيشة وبدأ يقرأ قصصًا ممتعة عن الصحابة الذين كانوا يصومون في ظروف أصعب بكثير. شعر بالحماس، وقال لنفسه:
“إذا كانوا قادرين على الصيام في الصحاري وفي أيام القتال، فأنا أستطيع الصبر في هذا اليوم الحار!”

ثم قرر أن يساعد والدته في تحضير مائدة الإفطار، وعندما بدأ في ترتيب التمر والماء، شعر بالسعادة لأنه يشارك في فرحة العائلة.

المشهد الرابع: اكتشاف القوة الحقيقية

مع اقتراب موعد الإفطار، عاد عمرو للجلوس في الحديقة وهو يفكر في كلام قطرة الماء. أدرك أنه عندما يتحمل العطش، فإنه يتعلم درسًا مهمًا في الحياة. ابتسم وقال:
“أعتقد أنني سأصبر، وسأنتظر حتى وقت الإفطار بكل فرح!”

المشهد الخامس: لحظة الإفطار والمفاجأة

عندما أذّن المغرب، تناول عمرو أول رشفة من الماء، فشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل. فهم أن الصبر لم يكن أمرًا صعبًا، بل كان مفتاحًا ليشعر بنعمة الماء والطعام بشكل أكبر.

ولكن فجأة، رأى قطرة الماء تلمع في كوبه قبل أن تختفي، تاركة خلفها رسالة صغيرة مكتوبة على الزجاج:
“الصبر مفتاح السعادة، وأنت الآن أقوى مما كنت تتخيل!”

ابتسم عمرو وقال: “شكرًا لكِ يا قطرة الماء، لقد علمتني درسًا لن أنساه!”

ومنذ ذلك اليوم، أصبح عمرو أكثر صبرًا، ليس فقط في رمضان، بل في كل أمور حياته