قصص رمضانية : قصة ماذا يوجد خلف الباب؟

المشهد الأول: الطرقات الغامضة
في أول يوم من شهر رمضان، كان أحمد يجلس في غرفة المعيشة مع والدته، يراقب عقارب الساعة وهي تتحرك ببطء. كان الجوع قد بدأ يتسلل إليه، لكنه كان متحمسًا لأول يوم صيام له هذا العام. فجأة، سمع طرقات خفيفة على الباب. في البداية، ظن أن الأمر مجرد وهم بسبب الجوع، لكن الطرقات تكررت مرة أخرى.
“من قد يكون في هذا الوقت؟” تساءل أحمد وهو ينهض متجهًا نحو الباب.
المشهد الثاني: المفاجأة
فتح أحمد الباب بحذر، ليجد أمامه طبقًا من الطعام المغطى، تعلوه رسالة صغيرة مكتوبة بخط جميل:
“رمضان كريم، شارك غيرك.”
وقف أحمد ينظر إلى الطبق بدهشة، ثم التفت يمينًا ويسارًا، لكنه لم يجد أحدًا في الممر. عاد إلى الداخل مسرعًا، وعرض الأمر على والدته، التي ابتسمت وقالت:
“يبدو أن أحد الجيران أراد نشر الخير في رمضان.”
ولكن أحمد لم يقتنع، وأراد معرفة من هو صاحب الطبق المجهول.
المشهد الثالث: البحث عن صاحب الطبق
بعد الإفطار، قرر أحمد الخروج ليستفسر من جيرانه عمّا إذا كانوا يعرفون شيئًا عن الطبق. مرّ على شقة العم حسن، الرجل العجوز الذي يسكن وحده، وسأله إن كان يعرف أي شيء عن الأمر.
ابتسم العم حسن وقال بصوت هادئ: “أنا لم أرسل الطبق، لكنني أتمنى لو كان لديّ جيران مثلك يهتمون بمشاركة الخير.”
في تلك اللحظة، أدرك أحمد الحقيقة. ربما لم يكن العم حسن هو من أرسل الطبق، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى من يشاركه الإفطار.
المشهد الرابع: قرار أحمد
عاد أحمد إلى المنزل وهو يفكر في كلام العم حسن. ثم التفت إلى والدته وقال بحماس: “ماما، ما رأيك أن ندعو العم حسن للإفطار معنا غدًا؟”
فرحت والدته بالفكرة، وابتسمت قائلة: “هذه هي روح رمضان، يا أحمد. الكرم والمشاركة.”
وفي اليوم التالي، قرع أحمد باب العم حسن بنفس الطريقة التي سمعها في اليوم السابق، ولكن هذه المرة لم يكن طبقًا فقط، بل دعوة من القلب لمشاركة الإفطار.
وهكذا، أصبح العم حسن جزءًا من مائدة أحمد الرمضانية كل يوم، ليتعلم أحمد أن رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام، بل هو أيضًا وقت لنشر المحبة والعطاء بين الناس