مغامرة آدم في اليوم الرابع و العشرين من رمضان: تحدي العفو عند المقدرة

حدوتة جدتي:مغامرة آدم في اليوم الرابع و العشرين من رمضان

-مغامرة آدم في اليوم الرابع و العشرين من رمضان

في كل يوم من أيام رمضان، يخوض آدم تحديًا جديدًا يعلمه قيمة أخلاقية تساعده في تطوير شخصيته. ولكن اليوم، التحدي مختلف تمامًا، بل هو الأصعب على الإطلاق! إنه “العفو عند المقدرة”، وهو أحد القيم العظيمة التي دعا إليها الإسلام، لكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى قلب قوي وإرادة صلبة.

في كثير من الأحيان، عندما يخطئ أحدهم في حقنا، نشعر بالغضب ونرغب في الرد بالمثل، لكن هل فكرت يومًا أن القوة الحقيقية تكمن في التسامح؟ اليوم، سيواجه آدم موقفًا سيختبر قدرته على العفو.

الموقف الذي بدأ التحدي

في المدرسة، كان لآدم صديق مقرب اسمه يوسف، لكن في الأيام الأخيرة، لاحظ أن يوسف بدأ يتصرف بطريقة غريبة. أصبح يتجاهله، بل وتحدث عنه بسوء أمام زملائهم. شعر آدم بالضيق، خاصة عندما علم أن يوسف نشر عنه إشاعات غير صحيحة.

في البداية، فكر في مواجهته ومعاملته بنفس الأسلوب، لكن والدته نصحته قائلة:
“التسامح لا يعني الضعف، بل هو دليل على قوة قلبك. جرب أن تعفو، وسترى كيف ستشعر براحة لم تختبرها من قبل.”

الاختبار الحقيقي: هل يمكنه العفو؟

في اليوم التالي، وبينما كان آدم في الساحة المدرسية، رأى يوسف يتعثر ويسقط على الأرض، مما تسبب في تمزق كراسته وسقوط أقلامه. الجميع وقف ينظر دون أن يساعده أحد. كان هذا هو الاختبار الحقيقي لآدم!

كان بإمكانه تجاهله تمامًا، لكن في تلك اللحظة، قرر أن يتصرف بشكل مختلف. ذهب إليه، مد يده وساعده على النهوض، ثم التقط له أقلامه وأعادها إليه بابتسامة خفيفة.

نظر يوسف إلى آدم بدهشة وقال:
“لم أتوقع منك هذا بعد كل ما فعلته.”

أجابه آدم بهدوء:
“تعلمت اليوم أن العفو أقوى من الانتقام، وأريد أن أكون قويًا بما يكفي لأسامح.”

شعر يوسف بالخجل واعتذر عن كل ما قاله، وعادت صداقتهما أقوى من ذي قبل.

بعد هذا الموقف، أدرك آدم أن العفو لا يعني أننا نسمح للآخرين بإيذائنا، لكنه يعني أننا أقوى من أن نحمل الضغينة في قلوبنا. فمن يعفو، يكون قادرًا على التحكم في مشاعره بدلاً من أن تتحكم مشاعره فيه.

والآن، جاء دورك! هل سبق أن أزعجك أحدهم أو أساء إليك؟ ربما حان الوقت لتسامح. جرب أن تعفو اليوم عن شخص أخطأ بحقك، وستشعر براحة عجيبة وقوة حقيقية بداخلك.