قصص وحكايات لأطفال : قصة من الرصيف للريادة

قصص وحكايات لأطفال : قصة من الرصيف للريادة


رحلة شاب اسمه “محمود”… ما بدأش برأس مال، بدأ بإصرار

المشهد الأول: العرق والرصيف

في صباح خانق، وتحت شمس بتلسع الجلد، كان “محمود” قاعد على الرصيف، قدامه ترابيزة متهالكة، وعليها شوية مفكات وأسلاك مبعثرة.
شاب في أول العشرينات، لبسه بسيط، ووشه باين عليه التعب… لكن عنيه؟ كانت مليانة حُلم.

كل اللي كان بييجي له، بيفاصل على تمن تصليح مش بيعدي الـ ٢٠ جنيه.
ومع ذلك، كان بيرد بابتسامة صادقة:
“أهم حاجة الزبون يرضى، والباقي على الله.”

المشهد الثاني: الشرارة اللي ولّعت الشغف

يوم ورا يوم، بدأ يلاحظ إن مشاكل الموبايلات بتكبر، والأسئلة بقت أعقد.
الزبون بييجي يسأله:
“ليه الموبايل بيسخن بسرعة؟ ليه البطارية بتخلص؟”
كان بيرد باللي يعرفه، لكن جواه كان فيه صوت بيقوله:
“ماينفعش أفضل مكاني… لازم أتعلم.”

رجع في ليلة ساكتة، وفتح موبايله القديم، شبكة ضعيفة، وبطارية بتفصل… لكنه دخل على يوتيوب وكتب:
“إصلاح آيفون”، “مكونات الهاتف”، “الدورة الكاملة للإلكترونيات”.

ومن هنا، بدأت الرحلة الحقيقية.

المشهد الثالث: الترابيزة كبرت

بعد شهور من السهر والتعلّم الذاتي، بدأ يطوّر نفسه…
جاب أدوات جديدة من فلوسه اللي شالها جنيه بجنيه.
بدأ يصور شغله، يعمل فيديوهات قصيرة، ينزل صور “قبل وبعد” على صفحة فيسبوك سماها:
“محمود فون – شغلك بأمان”

والمفاجأة؟ الناس بدأت تتابعه، تعلق، وتشارك.

واحد كتب:
“الولد ده فاهم، وأمين… أول مرة أصلح موبايل وأحس إني مرتاح.”

ومع الوقت، جاله زباين أكتر…
فكّر: “ليه ما أعملش خطوة للأمام؟”
واستأجر محل صغير في شارع جانبي…
مكان بسيط، بس بالنسباله؟ حلم اتحقق.

المشهد الرابع: من حلم فردي لفريق كامل

عدت ٣ سنين، وبقى عنده محل معروف…
مش بس كده، أسس خدمة توصيل موبايلات للتصليح،
واشتغل معاه شباب من نفس الحي، درّبهم بنفس الطريقة اللي اتعلم بيها.
بقى يقولهم:
“مافيش مستحيل… أنا كنت على الرصيف، وانتو شايفين فين وصلنا.”

النهاية؟

لأ… بداية حقيقية لريادة مبنية على تعب، مش رأس مال.
محمود بقى قدوة، نموذج، حكاية بتتقال في كل قعدة فيها شاب بيدوّر على فرصة.


الرسالة من قصة :

مافيش بداية صغيرة… في عزيمة ناقصة.
ابدأ من الرصيف، بس إوعى تقعد عليه.
اتعلم، طوّر، واسعى، وكل باب هيتفتح.

فاكر لما قالوا “اللي معهوش مايلزموش”؟
محمود رد وقال: “اللي عنده حلم، مش محتاج غير يبدأ.”