قصة القنفذ اللي اتعلم يتحكم في أشواكه

🦔 القنفذ اللي اتعلم يتحكم في أشواكه

(قصة عن الغضب والتعبير عن المشاعر)


المشهد الأول: شوك الغضب

كان يا مكان، في غابة هادئة بعيدة، كان فيه قنفذ صغير اسمه قُصي.

رغم إن قلبه طيب، كان دايمًا يواجه مشكلة…
كل ما يحس بالضيق أو الزعل، تطلع أشواكه تلقائيًا!

ومع الوقت، بقي كل مرة يزعل، يجرح اللي حواليه من غير ما يقصد.
في البداية، سامحوه أصحابه.
لكن بعد كده، بدأوا يبعدوا عنه واحدة واحدة، لحد ما بقى لوحده تمامًا.


المشهد الثاني: الوحدة والندم

في إحدى الليالي، جلس قُصي تحت شجرة بلوط ضخمة.
كانت الليلة هادية، لكن قلبه مليان ضجة.
قال لنفسه:
“ليه كل الناس بتبعد عني؟ أنا مش وحش… بس مش بعرف أتحكم في نفسي!”

وهنا بدأ لأول مرة يحس بالندم الحقيقي، مش بس لأنه فقد أصحابه، لكن لأنه ما فهمش نفسه من البداية.


المشهد الثالث: لقاء غير متوقّع

وفي صباح اليوم التالي، قابل قُصي سلحفاة عجوزة اسمها سُكينة.

كانت ماشية ببطء، لكنها كانت مبتسمة وواثقة.
شعرت بالحزن في عيون القنفذ وقالت له:
“الغضب زي البحر… ساعات هادي، وساعات هائج.
لكن القبطان الشاطر هو اللي يعرف يمسك الدفّة.”

قُصي رد بتنهيدة:
“بس أنا مش بعرف أتحكم في أشواكي!”

ابتسمت سكينة وقالت:
“أشواكك مش المشكلة… المشكلة إنك مش عارف تستخدمها صح.”


المشهد الرابع: بداية التغيير

منذ ذلك اليوم، بدأت سكينة تعلّم قُصي دروسًا مهمة.

أولًا، علمته يسمّي مشاعره بصوت عالي:
“أنا زعلان… أنا خايف… أنا محبط.”
ثم بعد ذلك، عرف إن المشاعر مش عيب، وإن القوة الحقيقية مش في الشوك… بل في السيطرة عليه.

مع كل تمرين، كان يتغيّر ببطء.
بدأ يتنفس قبل ما يتصرف،
بدأ يفكر قبل ما يرد،
وبدأ يفهم إن الكلام أحيانًا أقوى من أي سلاح.


المشهد الخامس: اختبار حقيقي

في يوم، حصل شغب في الغابة، وفقد أحد صغار الأرانب طريقه.
الحيوانات كانت مذعورة… لكن قُصي ما فقدش أعصابه.

وبدلًا من استخدام أشواكه بعشوائية، استخدمها في تنظيف الطريق من الفروع الشائكة،
وساعد الكل يوصل للطفل الضائع.

ومن هنا، شافوا القنفذ اللي كان يومًا مصدر خوف، بيقود الجميع بحكمة.


المشهد الأخير: شوكك مش لعنة… ده نعمة!

وبعد أيام، عاد قُصي للجلوس تحت نفس شجرة البلوط.
بس المرة دي، كان حواليه أصدقاؤه.
لأول مرة، شعر إنه محبوب مش لأنه بدون شوك…
بل لأنه عرف إزاي يتعامل مع نفسه، ومع غيره.

قالت له سُكينة بابتسامة:
“الهدوء مش معناه إنك ما تغضبش…
لكن معناه إنك ما تخليش الغضب يقودك.”


 الدروس اللي ممكن الأهل يوصلوها لأولادهم من القصة:

  • كل واحد عنده “شوكه” الخاص: بعض الأطفال عندهم ردود فعل قوية، بس محتاجين يفهموها ويوجهوها صح.

  • تسمية المشاعر بتخلينا نسيطر عليها أكتر.

  • المشاعر القوية مش غلط… لكن طريقة التعبير عنها هي اللي بتفرق.

  • كل سلوك قابل للتغيير… بالمحبة، والصبر، والتدريب.