قصص وحكايات لأطفال : قصة اللعبة المنسية

المشهد الأول: البداية في دار الأيتام
في صباح رمادي جديد، وبين جدران باهتة مليانة صمت،
كان آدم، طفل في السابعة من عمره، جالس على طرف سريره الصغير.
بجانب وسادته، ترقد لعبة دب قديم، ممزق من ناحية واحدة، لكن آدم كان دايمًا يضمه بحنان كأنه بيحضن أمه.
رغم مرور الأيام، ماكانش بيفوّت يوم من غير ما يكتب لها رسالة.
في كل مرة، بيبدأ بنفس الجملة:
“ماما، النهارده كنت كويس… كنت مستنيك زي كل يوم.”
المشهد الثاني: رسائل معلقة في الهواء
من حين لآخر، كان آدم بيطلب من المشرفة ظرف جديد، ويحط فيه الورقة اللي كتبها.
لكن في الحقيقة، هو عمره ما بعته واحدة منهم.
بل على العكس، كان بيجمعهم في صندوق خشبي صغير تحت سريره.
ومع مرور الوقت، زادت عدد الرسائل، وزاد إحساسه إنها هترجع… يوم ما.
المشهد الثالث: صدفة غيرت كل شيء
وفي أحد الأيام، دخلت متطوعة جديدة الدار، اسمها “سارة”.
وعن غير قصد، شافت آدم بيكتب الرسالة، وسألته بابتسامة:
– “بتكتب لمين يا حبيبي؟”
رد عليها وهو مطأطئ رأسه:
– “لماما… يمكن الرسائل توصّلها وتيجي تاخدني.”
منذ تلك اللحظة، قلب سارة بدأ يدق بحزن، وقررت تبحث عن الحقيقة.
المشهد الرابع: الحقيقة المرة
وبعد أيام من البحث، عرفت سارة من إدارة الدار إن الأم كانت على قيد الحياة،
لكن للأسف، هي اللي قررت تتركه هناك من وهو رضيع… بإرادتها الكاملة.
وفجأة، فقدت سارة القدرة على التنفس للحظة.
لأن ببساطة، ما فيش سبب مبرر للتخلي عن طفل بيكتب بحُب لشخص كسر قلبه.
المشهد الخامس: آخر رسالة
في تلك الليلة، آدم كان بيكتب رسالة جديدة،
لكن هذه المرة، كانت مختلفة:
“ماما، لو الرسالة دي وصلت، أنا مش زعلان. يمكن إنتي نسيتي، بس أنا لسه فاكر… كل حاجة، حتى ريحتك لما حضنتيني آخر مرة.”
ثم أضاف بخط متردد:
“بس خلاص… اللعبة كمان بدأت تتفك، وأنا كبرت.”
المشهد السادس: القرار
بمرور الوقت، بدأت سارة تبقى أقرب له،
وبهدوء، دخلت في حياته كصديقة أولاً، ثم أم بديلة.
وهكذا، اكتشف آدم إن الحب مش لازم يكون من الدم،
لكن أحيانًا، بيجي من قلوب تانية، كانت دايمًا شايفاه ومستنيا له فرصة يعيش.
المشهد الأخير: إغلاق الصندوق
بعد عدة شهور، آدم قرر يفتح الصندوق للمرة الأخيرة.
قرأ أول رسالة كتبها، وابتسم لأول مرة بدون دموع.
ثم أغلق الصندوق،
وهمس للدب: “خلصت الحكاية… بس أنا لسه هنا.”