رحلة علي لفهم الخوف من الله

حدوتة جدتي:رحلة علي لفهم الخوف من الله

رحلة علي لفهم الخوف من الله

في أحد الأيام، كان علي، طفل في السابعة من عمره، يلعب في الحديقة أمام بيته. ومع أنه كان سعيدًا دائمًا، إلا أنه أحيانًا كان يتصرف بدون تفكير، ويغضب بسرعة، وأحيانًا يكذب عندما يخاف من العقاب. ومع ذلك، بدأت رحلته تتغير عندما سمعت أمه عن قصص الله للأطفال.

 

اللقاء مع الحكيمة سارة

في صباح يوم مشمس، أخذت أم علي يد ابنها وقالت له: “يا علي، تعال معي، سأروي لك قصة ستجعلك تفهم شيئًا مهمًا جدًا.” ومن ثم جلسا تحت شجرة كبيرة، حيث الهواء منعش والطيور تغرد، وبدأت الأم تحكي له عن الخوف من الله.

قالت الأم: “الخوف من الله ليس خوفًا عاديًا من العقاب فقط، بل هو شعور يجعلنا نفكر قبل أن نخطئ، ويجعلنا نحب فعل الخير ونتجنب الشر. وعندما نخاف من الله، نصبح أقوى، لأننا نعرف أن الله يرى كل شيء ويعلم ما في قلوبنا.”

علي يواجه الموقف الأول

في اليوم التالي، بينما كان علي يلعب مع أصدقائه، أراد أن يأخذ لعبة أحدهم دون إذنه. وفي اللحظة نفسها تذكر كلمات أمه: “تذكر يا علي أن الله يرى كل شيء.” فجأة شعر بشيء غريب في قلبه. توقف عن اللعب وسأل نفسه: “هل هذا صحيح؟ هل أفعالي تعجب الله؟” وهنا بدأ علي يتعلم أن الخوف من الله يساعدنا على الاختيار الصحيح.

التعلم من الأخطاء

ومع مرور الأيام، واجه علي مواقف متعددة. مرة كذب على أمه لتجنب العقاب، ومرة أخرى غضب مع صديقه. لكن في كل مرة تذكر قصص أمه وكلماتها، شعر بخوف لطيف يدفعه لتصحيح تصرفاته. وبالتالي، بدأ علي يتعلم أن الخوف من الله ليس عقابًا، بل دليل على الحب والاحترام.

الخوف من الله طريق للصواب

ومع مرور الوقت، أصبح علي أكثر صبرًا وأكثر تفكيرًا في أفعاله. على سبيل المثال، قبل أن يغضب، أصبح يتذكر أن الله يراه، فتراجع عن تصرفه. قبل أن يكذب، تذكر أن الله يعلم الحقيقة، فقرر قول الصدق. وهكذا، أصبح الخوف من الله بالنسبة لعلي مصدرًا للقوة والأمان الداخلي، وليس مجرد خوف خارجي.

 جلس علي مع أمه مرة أخرى وقال لها: “أمي، الآن فهمت، الخوف من الله يجعل قلبي نظيفًا وتصرفاتي صحيحة. أشعر أنني أقوى عندما أعمل الخير وأتجنب الشر.” ابتسمت الأم وقالت له: “نعم يا علي، هذا هو المعنى الحقيقي للخوف من الله، وهو شعور يجعلنا نعيش بسعادة وأمان.”