حدوتة جدتي:قصة آدم واكتشاف الثقة بالنفس
في صباح يوم مشمس، دخل “آدم” مدرسته الجديدة وهو يحمل حقيبته على ظهره وقلق في قلبه. فقد انتقل مؤخرًا إلى هذا الحي، ولم يكن يعرف أحدًا.
وبينما كانت خطواته بطيئة ومترددة، كان يُلقي نظرة على وجوه الأطفال في الفصل، ويتمنى لو أن أحدهم يبتسم له أو يشاركه الحديث.
ومع مرور الأيام، بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا
محاولة الاندماج بأي طريقة
لاحظ “آدم” أن هناك مجموعة من الأطفال دائمًا ما يكونون معًا، يلبسون نفس أنواع الملابس، يتكلمون بنفس الطريقة، ويضحكون على نفس النكات. ورغم أنه كان مختلفًا في طريقته وأسلوبه وهواياته، إلا أنه شعر بالحاجة إلى أن يكون واحدًا منهم. ومن هنا بدأت محاولات التقليد.
في البداية، اشترى “آدم” حذاءً مثل حذاء أحد الأولاد المشهورين في الفصل، معتقدًا أن هذا سيجعله مقبولًا. ثم، بدأ يقلد كلامهم، حتى لو كان لا يعجبه. بعد ذلك، غيّر طريقة تسريحة شعره، وبدأ يتظاهر بأنه يحب نفس الألعاب التي يحبونها.
لكن، وعلى الرغم من كل هذا، لم يشعر “آدم” بالسعادة.
موقف غير كل شيء
ذات يوم، طلب المعلم من التلاميذ أن يُحضّروا عرضًا عن هواياتهم الشخصية. وهنا، وقع “آدم” في حيرة. فهل يعرض شيئًا يعبر عنه بصدق؟ أم يعرض شيئًا شائعًا فقط ليبدو كالباقين؟
بعد تفكير طويل، قرر أن يتحدث عن هوايته الحقيقية: “تصميم الأشكال الورقية Origami”. ورغم أن هذه الهواية لم تكن شائعة بين زملائه، إلا أنه أحبها بشدة وكان متميزًا فيها.
وفي اليوم المحدد، وقف “آدم” أمام الفصل، وبدأ يشرح بحماس كيف يصنع أشكالًا مختلفة من الورق، كالسفن، والطيور، والزهور. ومع كل شكل يخرجه من حقيبته، كانت عيون زملائه تتسع اندهاشًا، ووجوههم تضيء بالإعجاب.
فجأة، بدأ الجميع يصفق له بحرارة!
التغير في نظرة “آدم” لنفسه
بعد هذا الموقف، لاحظ “آدم” أن زملاءه بدأوا يتحدثون إليه أكثر، بل إن بعضهم طلب منه أن يُعلّمهم فنّ طي الورق. شعر للمرة الأولى أنه محبوب لكونه “هو”، وليس لأنه يقلد أحدًا.
وعندما عاد إلى البيت في ذلك اليوم، قال لوالدته وهو يبتسم بثقة:
“أنا مش لازم أكون شبههم علشان يحبوني… أنا كده كفاية!”
الرسالة من القصة
من خلال قصة “آدم”، نتعلّم أن الاختلاف مش ضعف، بل قوة. كثير من الأطفال يحاولون تقليد غيرهم ليشعروا بالقبول، لكن الحقيقة أن الناس ينجذبون أكثر إلى من يكون صادقًا ومميزًا.
لذلك، بدلًا من أن نغير نفسنا لنرضي الآخرين، الأفضل أن نبحث عمّا يجعلنا مختلفين ونفخر به.
كن نفسك، تلمع أكثر
وأخيرًا، عزيزي الطفل، تذكر دائمًا أن النجاح يبدأ عندما تكون نفسك. لا تخف من أن تختلف، ولا تحاول أن تكون نسخة من أحد. لأن العالم يحتاج إلى بصمتك أنت، لا ظل غيرك.