قصة آدم وصندوق الطعام

حدوتة جدتي:قصة آدم وصندوق الطعام

في صباح يوم مشرق، كان الأطفال يستعدون لأول يوم في المدرسة. وبين هؤلاء الأطفال كان هناك طفل اسمه آدم، الذي كان متحمسًا جدًا لأنه سيقابل أصدقاءه ويرى فصله الجديد. حمل آدم حقيبته المليئة بالألوان والأدوات، وفي داخلها أيضًا صندوق كبير من الطعام الذي جهزته له والدته.

قصة آدم وصندوق الطعام

في البداية، شعر آدم بالفخر لأن طعامه كان مختلفًا ومليئًا بالأصناف الشهية. فقد وضعت له والدته ساندويتش دجاج بالجبن، وقطعة من الكعك المحشو بالشوكولاتة، بالإضافة إلى عصير طازج. وعندما رن جرس الفسحة، أسرع إلى الفناء وفتح صندوق طعامه أمام زملائه.

الموقف الذي غيّر المشهد

وبينما كان آدم يأكل بشهية، لاحظ أن صديقه ياسين يجلس بجانبه ممسكًا برغيف خبز بسيط فقط. كان ياسين يحاول أن يخفي حزنه بابتسامة صغيرة، لكنه لم يستطع أن يمنع عينيه من النظر إلى الطعام الذي مع آدم.

في البداية لم ينتبه آدم للأمر كثيرًا، ولكنه فجأة تذكر أن المعلمة في الحصة الأولى قد تحدثت عن قيمة مراعاة شعور الآخرين، وأنه ليس من اللطيف أن نظهر ما لدينا بطريقة قد تجرح من لا يملك. عندها شعر آدم بالحرج، وقال في نفسه: “ربما شعور ياسين الآن ليس جيدًا، وربما يتمنى لو كان عنده مثل ما عندي.”

حوار قصير مع النفس

ثم بدأ آدم يفكر: “هل أستمر في الأكل وحدي وكأن شيئًا لم يحدث؟ أم أشارك صديقي طعامي؟”
وبعد لحظات من التفكير، تذكر كلام والده الذي كان يردده دائمًا: “يا بني، السعادة الحقيقية تأتي عندما نسعد من حولنا.”

وهكذا اتخذ قراره.

لحظة المشاركة

اقترب آدم من ياسين بابتسامة، وقال له:
– تعال يا صديقي، لنأكل معًا. لدي الكثير من الطعام، وأحب أن نشاركه.

نظر ياسين إليه بدهشة ثم قال:
– ولكن هذا طعامك، وأنا لا أريد أن أزعجك.

ضحك آدم وقال:
– لا يا ياسين، الأكل يصبح ألذ عندما نأكله معًا. ثم إن مراعاة شعور الآخرين تجعلنا أصدقاء أقرب.

وبالفعل، قسم آدم ساندويتشه إلى نصفين، وأعطى صديقه قطعة من الكعك أيضًا. جلسا معًا يأكلان ويتحدثان، وتحول الحزن في عيني ياسين إلى فرحة حقيقية.

درس من المعلمة

وعندما رأت المعلمة المشهد من بعيد، اقتربت منهما وقالت:
– أحسنت يا آدم، لقد تصرفت بذكاء وطيبة. المشاركة لا تُشبع البطون فقط، ولكنها أيضًا تُغذي القلوب بالمحبة.

ثم التفتت إلى باقي الطلاب وقالت:
– تذكروا يا أحبائي، في المدرسة نحن أسرة واحدة، وما نملكه يمكن أن نتقاسمه حتى لا يشعر أحد بالنقص أو الحزن.

ومنذ ذلك اليوم، لم يعد آدم يفكر فقط في نفسه عندما يحضر طعامه للمدرسة. بل صار يضع دائمًا في اعتباره أن هناك من قد يحتاج إلى المشاركة. وهكذا تعلم أن مراعاة شعور الآخرين ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي مواقف وأفعال تُظهر قيمنا الجميلة.