قصة أول يوم في الحضانة – قصة طفلة تخطت خوفها

حدوتة جدتي:قصة أول يوم في الحضانة

الاستعداد لبداية جديدة

في مساء يومٍ هادئ، جلست الطفلة ليلى، ذات الأربع سنوات، على سريرها وهي تحتضن دميتها المفضّلة. فقد أخبرتها والدتها أن الغد سيكون يومًا مميزًا، إذ ستذهب إلى الحضانة للمرة الأولى. وبرغم أن الجميع من حولها كان يشعر بالحماس، إلا أن قلب ليلى كان مليئًا بالتردد والخوف.

لقد سمعت كثيرًا عن الحضانة، وعن الأطفال الذين يذهبون إليها ويلعبون ويتعلّمون، ولكن فكرة البعد عن والدتها لم تكن سهلة عليها. ولذا، همست بقلق:
“أمي، هل ستتركينني وحدي؟”

ابتسمت الأم بلطف، وربّتت على كتفها قائلة:
“لا تقلقي يا صغيرتي، سأبقى قريبة، وستجدين معلمة لطيفة وأصدقاء رائعين.”

قصة أول يوم في الحضانة

صباح اليوم المنتظر

مع شروق الشمس، استيقظت ليلى على صوت والدتها وهي تقول: “صباح الخير يا بطلة، لقد حان وقت الانطلاق.” ارتدت ثيابها الجديدة، ووضعت حقيبتها الصغيرة على ظهرها، لكنها ظلت صامتة أثناء الطريق، تنظر من نافذة السيارة دون أن تنطق بكلمة.

ومع اقتراب السيارة من باب الحضانة، شعرت ليلى أن قلبها يخفق بسرعة. كانت تشعر بأن المكان غريب، والوجوه غير مألوفة، والصوت في الداخل مرتفع.

اللقاء الأول مع المعلمة

في اللحظة التي دخلت فيها ليلى إلى ساحة الحضانة، شعرت بالارتباك. لكن ما لبثت أن اقتربت منها معلمة شابة تُدعى الأستاذة مروة، وابتسمت ابتسامة دافئة وقالت:
“مرحبًا يا ليلى، أنا سعيدة جدًّا برؤيتك اليوم. هل تحبين أن تأتي معي لرؤية الألعاب؟”

ورغم أن ليلى شعرت بالخجل، فإن صوت المعلمة الهادئ ونظراتها الحنونة جعلاها تشعر ببعض الأمان. وهكذا، أمسكت بيدها بخجل ودخلت معها إلى الفصل.

بداية الصداقة والتفاعل

داخل الفصل، رأت ليلى أطفالًا يمرحون، ويرسمون، ويبنون بالألعاب. لم تكن معتادة على هذا الجو، لكن بعد مرور بعض الوقت، اقتربت منها طفلة تُدعى ريم، وقالت بلطف:
“هل تحبين التلوين؟ يمكننا أن نرسم سويًا.”

ترددت ليلى قليلًا، ثم وافقت بابتسامة صغيرة. وهكذا، بدأت تتفاعل شيئًا فشيئًا، ونسيت خوفها تدريجيًّا.

لحظة الحنين إلى الأم

عند حلول وقت الغداء، شعرت ليلى بالحنين إلى والدتها، وبدأت الدموع تملأ عينيها. لاحظت المعلمة ذلك، فجلست بجانبها وقالت:
“إنه أمر طبيعي أن تشتاقي إلى والدتك، ولكنك تقومين بعمل رائع. قولي لي، هل تحبين الكعك؟ لدينا كعك لذيذ اليوم.”

هدأت ليلى، وتناولت طعامها بهدوء، وبدأت تشعر بالطمأنينة مجددًا.

العودة إلى البيت بثقة

عندما انتهى اليوم، جاءت الأم لتصطحب ليلى. ركضت الصغيرة نحوها وهي تضحك وتقول:
“ماما! تعرفت إلى صديقة جديدة، ورسمنا قطة، وأكلنا كعكًا لذيذًا!”

عانقتها الأم بسعادة، وقالت:
“أنا فخورة بكِ، لقد كنتِ شجاعة.”

الرسالة التربوية من القصة

من خلال هذه القصة الواقعية، ندرك أن:

  • القلق من الانفصال شعور طبيعي لدى الأطفال عند بدء تجربة جديدة.

  • دور المعلمة الداعم يُحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف الخوف.

  • التشجيع التدريجي وبناء علاقات إيجابية يساعدان الطفل على الاندماج.

كل بداية قد تكون صعبة، ولكن مع الدعم والتفهم، يمكن لأي طفل أن يكتشف عالمًا جديدًا مليئًا بالمرح والمعرفة.