حدوتة جدتي:قصة السمكة اللي حبت تغير البحر
في أعماق البحر الأزرق، كانت تعيش سمكة صغيرة ملونة تُدعى ليلى. ورغم أن بحرها كان مليئًا بالشعب المرجانية الجميلة، والأسماك الملونة، والطحالب الخضراء التي تتمايل مع التيار، إلا أنها لم تكن سعيدة أبدًا. إذ كانت دائمًا تنظر إلى ما وراء حدود بحرها، وتتمنى أن تعيش في مكان آخر. ومن هنا تبدأ حكاية السمكة التي لم ترضَ بما عندها، لكنها مع الوقت تعلمت درسًا عظيمًا عن الرضا والقناعة.
بداية الحلم بالبحار الأخرى
في أحد الأيام، اقتربت من ليلى سمكة عجوز، وسألتها:
“لماذا تبدين حزينة يا صغيرتي؟”
أجابت ليلى بسرعة: “بحرنا صغير وبسيط، أريد أن أذهب إلى البحار الأخرى، حيث الأسماك أكبر، والألوان أروع، والحياة أمتع.”
وبينما كانت تتحدث، كانت عيونها تلمع بالحلم، ولكن السمكة العجوز ابتسمت وقالت:
“تذكري يا ابنتي، ليس كل ما يلمع ذهبًا.”
لكن ليلى لم تهتم بالنصيحة، بل زاد إصرارها على الرحيل.
رحلة الهروب من البحر
وبينما الليل يكسو البحر بالهدوء، قررت ليلى أن تسبح بعيدًا. ومع مرور الوقت، وجدت نفسها في بحر جديد، مليء بكائنات غريبة وأسماك ضخمة. في البداية شعرت بالحماس، إذ رأت مناظر لم ترها من قبل، مثل قناديل البحر التي تشع بالضوء، وحيتان عملاقة تصدر أصواتًا مهيبة.
ولكن، شيئًا فشيئًا، بدأت الصعوبات تظهر.
مواجهة التحديات والصعوبات
أولًا، واجهت ليلى الأسماك الكبيرة التي لم ترحب بها، بل كانت تلاحقها لتجعلها طعامًا. ثم واجهت تيارات مائية قوية جرفتها بعيدًا حتى كادت أن تغرق. وبعد ذلك، عانت من الوحدة، إذ لم تجد صديقاتها الصغيرات اللواتي كانت تلعب معهن في بحرها.
ورغم أن كل شيء بدا جميلًا في البداية، إلا أن ليلى اكتشفت أن الحياة في البحار الأخرى ليست كما تخيلت. فبدلًا من الراحة، وجدت الخوف. وبدلًا من الأمان، وجدت القلق.
العودة إلى البحر القديم
وبينما كانت تسبح بخوف وحزن، تذكرت كلمات السمكة العجوز: “ليس كل ما يلمع ذهبًا.” وهنا أدركت ليلى أنها أخطأت عندما لم ترضَ بما تملك. لذا قررت العودة إلى بحرها القديم.
وبعد رحلة طويلة وشاقة، وصلت أخيرًا إلى موطنها. وما إن رأت الشعب المرجانية التي اعتادت اللعب بينها، حتى شعرت بفرح كبير. لقد عادت إلى بيتها، حيث الأمان والحب والأصدقاء.
الدرس المستفاد
منذ ذلك اليوم، لم تعد ليلى تحلم بترك بحرها. بل أصبحت أكثر رضا وقناعة. كما تعلمت أن الجمال الحقيقي ليس في المكان الذي نذهب إليه، بل في نظرتنا نحن لما حولنا.
وبذلك صارت تسبح بين أصدقائها بسعادة، وهي تردد في قلبها: “الرضا كنز لا يفنى.
قصة السمكة اللي حبت تغير البحر تعلم الأطفال أن القناعة بما نملك تجلب السعادة الحقيقية. فبدلًا من البحث الدائم عن شيء جديد، يجب أن ننظر إلى ما لدينا ونقدره. وهكذا تساعد القصة في غرس قيمة الرضا والامتنان في قلوب الصغار.