حدوتة جدتي:قصة الطفل الذي فقد ابتسامته
كان هناك طفل يدعى “عمر”، معروف بابتسامته الجميلة وفضوله الدائم لاكتشاف كل ما حوله. ومع ذلك، كان يعاني من مشكلة واحدة، وهي أن والده كان دائم التوبيخ له. فكلما أخطأ، حتى ولو كان خطأ صغيرًا، يسمع كلمات قاسية مثل: “أنت لا تفهم” أو “لماذا لا تكون مثل غيرك؟”
وبالتدريج، بدأ عمر يشعر بالخوف قبل أن يتكلم، وبدأ يفضل الصمت على المحاولة. ومع مرور الوقت، أصبح أكثر انعزالًا وأقل رغبة في اللعب مع أصدقائه.
المشكلة تتفاقم
في المدرسة، لم يعد عمر يشارك في الأنشطة كما كان يفعل من قبل. وبسبب ذلك، لاحظت معلمته تغير سلوكه. وعندما سألته عن السبب، أجاب بخجل: “لو غلطت، بابا هيزعل مني جدًا.”
وبالطبع، يتضح هنا أن التوبيخ المستمر لا يعلّم الطفل، بل يجعله يخاف من المحاولة. فبدلًا من أن يتعلم من خطئه، يتوقف عن المحاولة من الأساس.
نقطة التحول
ذات يوم، دعت المدرسة الآباء لحضور اجتماع لمناقشة مشكلات الطلاب. وعندما حضر والد عمر، تحدثت المعلمة معه بلطف وقالت: “ابنك ذكي جدًا، لكنه يحتاج إلى تشجيع بدلًا من اللوم. عندما يسمع كلمات إيجابية، سيشعر بالثقة ويبدع أكثر.”
هذه الكلمات جعلت الأب يفكر بعمق، فهو لم يقصد يومًا أن يحزن ابنه، بل كان يريد أن يكون الأفضل. لكنه أدرك أن أسلوبه كان سببًا في كسر قلب الطفل بدلًا من مساعدته.
التغيير يبدأ بالتشجيع
بعد ذلك اليوم، قرر الأب أن يغير أسلوبه تمامًا. فبدلًا من قول: “أنت لا تفهم”، صار يقول: “حاول مرة أخرى، أنا واثق أنك ستنجح.” وبدلًا من المقارنة مع الآخرين، صار يشجعه قائلاً: “أنا فخور بك حتى لو أخطأت، لأنك تحاول.”
ومع مرور الأيام، عاد عمر إلى طبيعته. بدأ يشارك في الفصل، وعادت ابتسامته الجميلة التي اشتاق الجميع لرؤيتها. بل وأكثر من ذلك، أصبح أكثر ثقة بنفسه لأنه شعر أن والده يقف بجانبه لا ضده.
هذه القصة توضح لنا أن التوبيخ المستمر يقتل الإبداع والثقة بالنفس، بينما الكلمات المشجعة تزرع القوة والأمل داخل الطفل. لذلك، من الأفضل دائمًا أن نستخدم أسلوبًا إيجابيًا في التربية، لأنه ليس المهم أن يتعلم الطفل من خطئه فقط، بل الأهم أن يستمر في المحاولة دون خوف.
نتعلم من قصة عمر أن الكلمات لها قوة هائلة، فقد تهدم أو تبني. لذا، فلنختار كلماتنا بعناية، لأن كل كلمة تشجيع قد تصنع بداخل الطفل بطلًا صغيرًا، بينما كل كلمة توبيخ قد تزرع بداخله خوفًا يصعب محوه.