في صباح هادئ، كان مجموعة من الأطفال يلعبون كرة القدم في ساحة الحي. أثناء اللعب، سمعوا صوت مواء ضعيف قادم من خلف الأشجار. تركوا الكرة جانباً وركضوا باتجاه الصوت، ليجدوا قطة صغيرة مختبئة بجانب صندوق قمامة. كانت القطة ترتعش من الخوف والجوع، وبدت وكأنها بحاجة ماسة للمساعدة.
اجتمع الأطفال في منزل أحمد، قائد المجموعة، للتشاور حول كيفية مساعدة القطة. اقترحت سلمى أن يُحضروا لها بعض الطعام، بينما أصرّ يوسف على أخذها إلى الطبيب البيطري فوراً. لاحظت مريم أن القطة قد تكون مصابة لأن إحدى قوائمها كانت متورمة. قرر الأطفال تقسيم الأدوار بينهم: ذهب أحمد ويوسف لجمع المال، بينما بقيت سلمى ومريم للاعتناء بالقطة وتجهيز مكان دافئ لها في المنزل.
في البداية، كانت القطة خائفة وترفض الاقتراب من أي أحد. كلما حاول أحدهم لمسها، بدأت تصدر صوت هسهسة وتبتعد. قررت سلمى إحضار قطعة قماش لتغطية القطة حتى تشعر بالأمان. وبعد دقائق من التهدئة، بدأت القطة تأكل القليل من الطعام الذي قدموه لها، مما أعطاهم شعوراً بالراحة.
أخذ الأطفال القطة إلى الطبيب البيطري في اليوم التالي. بعد الفحص، أخبرهم الطبيب أن القطة تعرضت لإصابة في قدمها، ولكنها ستتعافى إذا تلقت العناية المناسبة. كما اكتشف الطبيب أن القطة كانت تعاني من سوء تغذية حاد. قام الطبيب بإعطائها بعض الأدوية وأوصى الأطفال بمراقبة حالتها باستمرار.
لشراء الطعام والعلاج، قرر الأطفال القيام بمهمة إضافية لجمع المال. عرضوا على جيرانهم غسل السيارات وتنظيف الحدائق مقابل مبلغ صغير. ورغم التعب، شعروا بالفخر لأنهم تمكنوا من جمع ما يكفي لرعاية القطة.
ذات ليلة، وأثناء لعب القطة مع الأطفال، قفزت من النافذة إلى سطح المنزل المجاور. أصيب الجميع بالذعر، وبدأوا في البحث عنها في كل مكان. كانت تلك لحظة مرعبة، لكن بمساعدة جارهم الكبير في السن، العم حسن، تمكنوا من استعادة القطة بسلام.
بعد أسابيع من العناية، بدأت القطة تتعافى تماماً. أصبحت نشيطة ومليئة بالحيوية. قرر الأطفال تسميتها “لوسي” واعتبروها جزءاً من فريقهم. بدأت لوسي في مشاركة الأطفال لحظاتهم اليومية، حتى أنها أصبحت مصدر فرح لأهل الحي بأكمله.
تعلم الأطفال من خلال هذه التجربة أن الرحمة والمسؤولية تجاه الآخرين، حتى الحيوانات، يمكن أن تغيّر حياة الجميع للأفضل. كما أدركوا أن التكاتف والعمل الجماعي هما أساس النجاح في أي مهمة.
الدروس المستخلصة من القصة
أهمية الرحمة والرفق بالحيوانات
الحيوانات مخلوقات تحتاج إلى عناية واهتمام مثلنا تماماً.
التعاون يصنع الفرق
عندما يتحد الجميع، تصبح التحديات أسهل.