قصة الكذبة الصغيرة

حدوتة جدتي:قصة الكذبة الصغيرة

في حياتنا اليومية، قد يواجه الأطفال مواقف صعبة تجعلهم يلجؤون إلى الكذب كحل مؤقت للهروب من المشكلة. ولكن في الحقيقة، الكذب مهما كان صغيرًا قد يتسبب في مشاكل أكبر. هذه القصة بعنوان “الكذبة الصغيرة” تروي لنا كيف تعلم طفل صغير أن الصدق هو الطريق الأفضل دائمًا، حتى لو كان الأمر صعبًا في البداية.

قصة الكذبة الصغيرة

بداية الحكاية

في صباح يومٍ مشمس، كان هناك طفل يدعى آدم. كان آدم يحب اللعب كثيرًا، وأحيانًا ينسى واجباته المدرسية بسبب انشغاله بالكرة أو مشاهدة الرسوم المتحركة. وفي أحد الأيام، أعطت المعلمة للتلاميذ واجبًا مهمًا، وطلبت منهم أن ينجزوه في البيت ويحضروه في اليوم التالي.

عاد آدم إلى منزله، ومع الحماس الشديد للعب مع أصدقائه، قرر أن يؤجل الواجب. ومع مرور الوقت، نسي تمامًا أن لديه مهمة يجب القيام بها.

الكذبة الأولى

في صباح اليوم التالي، دخل آدم الفصل وهو يشعر بالخوف. وعندما طلبت المعلمة من التلاميذ تسليم الواجب، لم يكن معه أي شيء. فكر بسرعة، ثم قال لها:
“معلمتي، لقد كتبت الواجب، لكن نسيت الدفتر في البيت.”

ابتسمت المعلمة وقالت: “لا بأس يا آدم، لكن في المرة القادمة كن أكثر حرصًا.”
شعر آدم بالراحة، وظن أن الأمر انتهى، ولكن في الحقيقة كانت تلك الكذبة الصغيرة بداية مشكلة أكبر.

تزايد المشكلات بسبب الكذبة

بعد يومين، طلبت المعلمة من الأطفال فتح دفاترهم لتصحيح الواجبات. وهنا بدأ قلب آدم يخفق بسرعة، لأنه لم يكتب أي شيء حتى الآن. وعندما جاء دوره، حاول أن يختلق عذرًا آخر. فقال:
“لقد فقدت دفتري يا معلمتي، أظن أنني نسيته في الحديقة.”

لكن المعلمة نظرت إليه بجدية هذه المرة، وقالت: “آدم، هذه ليست المرة الأولى التي تعتذر فيها. هل تقول لي الحقيقة؟”

بدأ الأطفال ينظرون إلى آدم بدهشة، وشعر بالخجل الشديد. الكذبة الصغيرة التي بدأها تحولت الآن إلى سلسلة من الأكاذيب، وأصبح موقفه أكثر صعوبة.

لحظة الإدراك

في ذلك اليوم، عاد آدم إلى منزله وهو حزين. جلس بجوار والدته، التي لاحظت أن هناك شيئًا يزعجه. فسألته: “ما بك يا بني؟”
تنهد آدم وقال: “يا أمي، قلت كذبة صغيرة للمعلمة لأني لم أكتب الواجب، لكن بعد ذلك اضطررت إلى قول كذبة أخرى، وكل يوم أصبحت المشكلة أكبر.”

ابتسمت الأم بحنان وقالت: “يا بني، الكذب مثل كرة الثلج، يبدأ صغيرًا لكنه يكبر كلما دحرجناه. بينما الصدق ربما يكون صعبًا في البداية، لكنه يريح القلب ويجعل الآخرين يثقون فيك.”

قرار التغيير

في اليوم التالي، جمع آدم شجاعته وذهب إلى المعلمة. قال لها بصوت منخفض: “معلمتي، أريد أن أقول الحقيقة. لم أكتب الواجب من البداية، وأنا آسف لأنني كذبت.”

ابتسمت المعلمة قائلة: “أحسنت يا آدم، الاعتراف بالخطأ فضيلة. سأعطيك فرصة جديدة لتكتب الواجب اليوم، لكن تذكر دائمًا أن الصدق يجعلنا أفضل.”

شعر آدم براحة كبيرة في قلبه، وكأنه تخلص من حمل ثقيل كان يجلس على صدره.

الدرس المستفاد

منذ ذلك اليوم، تعلم آدم درسًا مهمًا وهو أن الكذب مهما كان صغيرًا سيؤدي إلى مشكلات أكبر، بينما الصدق قد يكون صعبًا في البداية لكنه يفتح أبواب الثقة والراحة والسعادة.

وهكذا تنتهي قصة “الكذبة الصغيرة”، التي تعلمنا جميعًا أن قول الحقيقة هو الطريق الصحيح دائمًا. فكما يقول المثل: “حبل الكذب قصير”. لذا، من الأفضل أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين مهما كانت الظروف.