قصة حكاية دفتر الأمنيات

حدوتة جدتي:قصة حكاية دفتر الأمنيات

قصة حكاية دفتر الأمنيات

بداية مختلفة لحلم صغير

في أحد الأيام، جلس “مالك”، الطفل الهادئ ذو التسع سنوات، بجانب نافذته يتأمل السماء الزرقاء. وبينما كانت الطيور تحلق في الأفق، بدأ يفكر في كل ما يتمنى أن يحدث في حياته. في الحقيقة، كانت أمنيات مالك كثيرة؛ فهو يتمنى أن يصبح رسامًا مشهورًا، ويتمنى أيضًا أن يحصل على دراجة جديدة، بل ويتمنى أن يسافر مع عائلته إلى البحر لأول مرة.

ومع مرور الدقائق، شعر مالك بالحيرة: هل الأمنيات وحدها تكفي لكي تتحقق؟ وهنا، خطرت له فكرة بسيطة ولكنها غيرت مجرى قصته…

ظهور دفتر الأمنيات

بينما كان يبحث عن أوراق في درج مكتبه، وجد مالك دفترًا صغيرًا قديمًا، فقرر أن يخصصه لكتابة أمنياته. كتب على الغلاف: “دفتر الأمنيات السري”. ومن ثم بدأ في تدوين كل شيء يحلم به. على سبيل المثال، كتب:

  • أريد أن أرسم لوحة كبيرة تعرض في المدرسة.

  • أريد أن أساعد صديقي فهد في الواجب.

  • أريد أن أتعلم كيف أُدير وقتي جيدًا.

ومع أنه كتب هذه الأمنيات بكل حماس، إلا أنه لم يكن يعرف أن هذا الدفتر سيكون سببًا في تغيّر طريقة تفكيره.

التحول من الحلم إلى التخطيط

في البداية، كان مالك يكتفي بالكتابة، ثم ينتظر. ومع مرور الأيام، لاحظ أن لا شيء يتغير. بالتالي، بدأ يشعر بالإحباط قليلًا. ولكن، في أحد الأيام، أثناء حصة التعبير، طلبت المعلمة من التلاميذ أن يكتبوا عن شيء يتمنونه. وهنا، قرر مالك أن يكتب عن حلمه في أن يكون رسامًا.

وللمفاجأة، عندما قرأت المعلمة ما كتبه، أعجبت جدًا به، وقالت:
“يا مالك، لماذا لا تبدأ في تدريب نفسك؟ اجعل لنفسك خطة أسبوعية، وابدأ بخطوة صغيرة كل يوم!”

من تلك اللحظة، فهم مالك شيئًا مهمًا جدًا:
لكي تتحقق الأمنيات، لا بد من العمل والتخطيط، وليس فقط الحلم والانتظار.

الخطوة الأولى نحو التغيير

بناءً على نصيحة المعلمة، قرر مالك أن يغير طريقة استخدامه لدفتر الأمنيات. فأصبح يكتب الأمنية، وتحتها يضيف:

  • الخطوات التي سأقوم بها لتحقيقها.

  • التاريخ الذي أريد أن أحققها فيه.

  • من يمكن أن يساعدني؟

على سبيل المثال، بدل أن يكتب فقط “أريد دراجة”، كتب أيضًا:

  1. سأساعد والدي في ترتيب الحديقة كل أسبوع.

  2. سأوفر جزءًا من مصروفي.

  3. سأبحث عن عروض على الدراجات.

وهكذا، بدأ يرى فرقًا حقيقيًا. بعد شهر واحد فقط، استطاع أن ينهي أول لوحة فنية، بل وعلقتها المدرسة في أحد الممرات!

بعد مرور عدة شهور، عاد مالك لقراءة أول صفحة في دفتره. وقتها، ابتسم وقال لنفسه:
“الآن عرفت أن الأمنيات تبدأ بالحلم، لكنها لا تكتمل إلا بالفعل.”

ومنذ ذلك اليوم، لم يكن دفتر الأمنيات مجرد مكان للكتابة، بل أصبح رفيق التخطيط والطموح.