قصة دبدوب فرح

حدوتة جدتي:قصة دبدوب فرح

في صباح يوم مشمس من أيام الإجازة، كانت فرح ترتّب ألعابها في غرفتها الصغيرة، التي كانت مليئة بالألوان والضحكات. أكثر ما كانت تعتز به هو دبدوبها الوردي الصغير الذي سمّته “توتو”.

لم يكن مجرد لعبة، بل كان يحمل ذكريات كثيرة. فقد أهدته لها خالتها التي تعيش في الخارج، وكانت تشتاق لها كثيرًا.وكما تعودت كل أسبوع، زارتها صديقتها المقربة سلمى، التي كانت تعرف جيدًا مدى حب فرح لهذا الدبدوب، لكن للأسف لم تكن تتوقع ما سيحدث تلك الزيارة.

لحظة الانكسار: اللعبة والصداقة معًا

قصة دبدوب فرح

بينما كانتا تلعبان في حماس، قفزت سلمى على السرير دون أن تنتبه أن الدبدوب كان موضوعًا عليه. وفجأة، سمع صوت تمزق صغير، ثم تلاه صمت طويل.
فرحت سلمى لتلتقط الدبدوب لتتفاجأ بأن ذراعه انفصلت عن جسده.

نظرت فرح إلى اللعبة، ثم إلى سلمى، وقالت بصوت مرتجف:
“إنتي كسرتي توتو… إزاي؟! أنا قولتلك تخلي بالك!”
ردت سلمى بخجل وندم:
“أنا آسفة، والله ما كنت أقصد، هاجيبلك غيره!”
لكن فرح ردّت بحدة:
“مش عايزة غيره… ومش عايزة أكلمك!”

خرجت سلمى من البيت ودموعها في عينيها، بينما جلست فرح تبكي على وسادتها وهي تحتضن الدبدوب الممزق.

مرت الأيام، وفرح لا تزال غاضبة. رفضت أن ترد على مكالمات سلمى، أو حتى على رسائلها الصوتية المليئة بالاعتذارات.

في المدرسة، جلست فرح في الصف بمفردها، تراقب سلمى وهي تلعب مع زميلات أخريات. شعرت بالغيرة، ثم شعرت بالحزن، لكنها ما زالت ترفض التنازل.

في أحد الأيام، أحضرت المعلمة ورقة فيها نشاط عن “قيمة التسامح”، وكانت تطلب من التلاميذ رسم موقف حصل معهم وشعروا فيه بالحاجة إلى أن يسامحوا.
فكرت فرح كثيرًا، وكتبت في دفترها:
“أنا زعلانة من صاحبتي، بس يمكن أكون اشتقتلها… يمكن هي مش وحشة زي ما افتكرت.”

الحديث مع الأم

في المساء، لاحظت والدتها أن فرح غير سعيدة، فجلست بجانبها وسألتها:
“حاسّة إنك وحيدة شوية، وحشتك سلمى؟”
أجابت فرح بهدوء:
“آه… بس هي بوّظت لعبتي.”
قالت الأم:
“بس هي مش بوّظت صداقتكم، إنتي اللي قررتي تكسّريها.”

تأثرت فرح بالكلام، وظلت تفكر فيه طوال الليل.

في اليوم التالي، قررت فرح أن تسامح سلمى، لكنها أرادت أن تفعل ذلك بطريقة خاصة. أحضرت صندوقًا صغيرًا، وضعت فيه دبدوبها المكسور بعد أن خيطته بمساعدة والدتها، وأرفقت معه رسالة كتبت فيها:
“أنا زعلت… بس دلوقتي أنا مستعدة أرجعلك. توتو اتخيط، وقلبنا كمان يقدر يتصلح.”

ذهبت فرح بنفسها إلى بيت سلمى، وطرقت الباب. فتحت سلمى وهي مترددة، لكن ملامحها تغيّرت لما شافت الصندوق والابتسامة على وجه فرح.

استعادة الصداقة: اللعب من جديد

عانقت سلمى فرح بقوة، ثم جلستا معًا تلعبان، وكأن شيئًا لم يكن. لكن كان في فرق بسيط…
المرّة دي، كل واحدة فيهم عرفت قد إيه التانية غالية، وقد إيه التسامح بيخلّي القلوب أحنّ وأقوى.

من يومها، عرفت فرح إن التسامح مش معناه إننا ننسى، لكنه معناه إننا ندي فرصة جديدة للي يستاهلها.
وفي كل مرة تشوف دبدوبها “توتو”، تتذكر إنه رغم ما تمزق، رجع أقوى زيه زي صداقتها مع سلمى.